الحكومة العراقية تلجأ إلى عقود نفطية “كانت تنتقدها بشدة”.. ما سبب هذا التحول؟
متابعات|..
قال المهندس والباحث الاقتصادي، يعقوب الخضر، إن الحكومة العراقية ممثلة بوزارة النفط لجأت إلى “عقود المشاركة بالإنتاج” PSCs، التي كانت تنتقد حكومة إقليم كردستان بشدة لتطبيقها ذلك، نتيجة عزوف شركات النفط العالمية الغربية الكبيرة عن العمل في العراق على أساس عقود الخدمة الفنية TSCs.
وذكر الخضر في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، أن “الحكومة العراقية ممثلة بوزارة النفط دأبت على توقيع العقود النفطية مع شركات النفط العالمية IOCs منذ جولة التراخيص الأولى وحتى الجولة الخامسة على أساس “عقود الخدمة الفنية” TSCs على عكس حكومة إقليم كردستان التي ذهبت منذ البداية إلى “عقود المشاركة بالإنتاج” PSCs، التي انتقدتها الحكومة العراقية ووزارة النفط العراقية بشدة آنذاك”.
وأوضح، “ولكن منذ جولة التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة، لجأت الحكومة العراقية ووزارة النفط، نتيجة عزوف شركات النفط العالمية الغربية الكبيرة، وتحديداً الأميركية منها عدم رغبتها بالعمل بالعراق على أساس عقود الخدمة الفنية TSCs، إلى التحول إلى نوع من عقود المشاركة بالأرباح PSCs، علها تستطيع جذب أو إعادة جذب شركات النفط العالمية الغربية الكبرى للعمل أو للعودة للعمل بالعراق، بالرغم من معرفة الحكومة العراقية أن العوائد التي تجنيها من خلال عقود الخدمة الفنية TSCs تفوق العوائد التي تجنيها من خلال عقود المشاركة بالانتاج PSCs كما هو مبين بالمخططات أدناه التي تبين آلية توزيع الكلف والعوائد، لكلا العقدين، لكل من الحكومة والشركة المتعاقدة”.
وبين، “علماً أن بعض من شركات النفط العالمية تلك لا تزال تعمل في بلدان أخرى، وخصوصاً تلك التي تتمتع باستقرار أمني وسياسي ومجتمعي واقتصادي أكثر من العراق، على أساس عقود الخدمة الفنية TSCs ولكن بأجور أعلى ومزايا أكثر من تلك التي تحصل عليها في العراق. فلربما كان بإمكان الحكومة العراقية من جذب أو إعادة جذب تلك الشركات فيما لو قامت برفع أجور تلك الشركات وزيادة المزايا التي تحصل عليها وتقليل المخاطر والمضايقات التي تتعرض لها”.
وأكد، “من المفترض أن وزارة النفط وشركاتها العديدة وخصوصاً تلك العاملة بالتنقيب والاستكشاف والحفر والإنتاج أنها، خلال كل تلك السنوات، تعلمت الطرق والأدوات الهندسية والتقنية والإدارية والمالية التي كانت تتبعها وتستعملها شركات النفط العالمية تلك، وتستطيع الآن تطبيقها على أرض الواقع مما يمكنها من لعب دور أكبر بصناعة النفط العراقية على مستوى التنقيب والاستكشاف والحفر والإنتاج Upstream.