الضربات الإيرانية لإسرائيل.. بين الأثر العسكري والبُعد الساسي
بقلم محمد العبدلي |..
سجّل تاريخ ٢٠٢٤/٤/١٣ توجيه أول ضربة عسكرية إيرانية مباشرة منذ عقود طويلة، عبر أراضيها، تجاه الكيان الصهيوني، ثأراً لقصف قنصلية طهران في دمشق وقتل ضباطاً بارزين من الحرس الثوري مطلع أبريل الجاري، وتعد العملية العسكرية الايرانية خروجاً من الظل الاستراتيجي وديناميكية الصراع السابقة، حيث تضمنت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ لم يعبر منها سوى عدد قليل إلى الأراضي الإسرائيلية مما تسببت بأضرار طفيفة فقط للبنية التحتية في قاعدة (نيفاتيم) الجوية ولم يتأثر عملها وفقاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام العالمية دون ينفي الجانب الايراني ذلك.
المُلفت في هذه العملية هو غياب عنصر المباغتة من الجانب الايراني، فالجميع عَلِمَ بإطلاق الطائرات والصواريخ قبل عبورها للحدود الايرانية، ليجلس الجميع أمام شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ويتابع ببث مباشر رحلة الطائرات والصواريخ خطوةً بخطوة، فكان الوقت كافياً للتصدي لها وتحجيم آثارها العسكرية.
ويبدو أن إيران عمدت إلى عدم إصابتها لأهداف عسكرية أو مدنية كبيرة في الجانب الإسرائيلي، لتتخذ العملية العسكرية الايرانية شكلاً جديداً من الاستهداف وحمل الرسائل لإسرائيل، فكانت الأهداف المتحققة ذات صفة تحذيرية مفادها أن إيران قادرة على شن أي عملية عسكرية ضد الاراضي الإسرائيلية في أي وقت تشاء، وقد يكون الرد حينها أشد ضرراً بإسرائيل في حال استمرت باعتداءاتها على السيادة الايرانية، خاصة إذا ما راعت إيران السرية ومباغتة الجانب الاسرائيلي بذلك، فلديها من الاسلحة والإمكانيات التي تمكنها من ذلك، فضلاً عن رد الاعتبار الذي حققته بعد انتهاك إسرائيل لسيادة ايران بقصف قنصليتها في سوريا، الأمر الذي يدفع حلفاء الكيان إلى إعادة حساباتهم وتقييمهم لقُدرات إيران العسكرية.