آن صلاح وسحر عباس.. بين حرية التعبير وضوابط المؤسسة

علاء الخطيب |..

لكل مهنة ضوابطها وقواعدها ، ولكل مؤسسة سياستها وتوجهاتها ، ومهنة الإعلام لا تشذ عن القاعدة ، وليست بدعاً من المهن ، فالقواعد المهنية في الإعلام تلزم الإعلامي بسياسة المؤسسة التي يعمل بها ، وهذا ما معمول به في كل العالم، فلا يحق للإعلامي ان يخالف سياسة القناة ، بغض النظر عن صحة توجهات المؤسسة الإعلامية من عدمها، وهنا أنا اتكلم مهنياً أو عليه ان يستقيل ويترك العمل فيها .

ففي قناة البي بي سي وهي واحدة من اعرق المؤسسات الإعلامية ، لا يحق لموظفيها ان يغردوا او يصرحوا او يقدموا ندوات او ان يكون لهم رأي سياسي، حتى في صفحاتهم الشخصية ، فكل العاملين يجب ان يلتزموا بهذه السياسة ، فقد قامت هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي القسم العربي قبل اشهر ” بالتحقق الاداري مع 6 صحفيين عرب يعملون في مكتبَي القاهرة وبيروت ، و اوقفت التعامل مع صحفية مستقلّة (فريلانسر)، بسبب ما سمته “نشاطهم المتحيّز لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي” اما صحيفة الغارديان البريطانية الشهيرة فقد إقالة رسام الكاريكاتير ستيف بيل.وفصل من عمله بعد رحلة عمل امتدت 40 عاماً مع الصحيفة، بسبب كاريكاتير رسَمَهُ ينتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبرته إدارة الصحيفة مسيئاً، لأنه يشبّه بينه وبين المرابي اليهودي شايلوك، بطل مسرحية “تاجر البندقية” لشكسبير.

كما قامت قناة MBC بطرد الاعلامية الأردنية من أصل فلسطيني ” عُلا الفارس” ، بعد قيامها بتغريدة عن القدس ردًا على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة فلسطين وأثارت تغريدتها ردود فعل غاضبة حيث فسرها البعض بأنها مسيئة للسعودية. كما انهي تعاقدها مع روتانا لنفس السبب.

وعراقياً فصلت الإعلامية ” سحر عباس جميل” من قناة التغيير بسبب دفاعها عن الحشد الشعبي. ابان دخول داعش للموصل ، وكانت ذلك ضد توجهات القناة آنذاك.

كما أقيلت موظفة ألمانية تدعى ناتاشا داش من عملها في الإعلام بعد منشور لها على إنستغرام وصفت فيه جيش الاحتلال الاسرائيلي بـ”القتلة واللصوص”.

واكرر عملية الالتزام بسياسة المؤسسة طبقاً للعقد والقواعد المهنية ، بغض النظر عن صحة توجهات المؤسسة من عدمها.
كما اوقفت ” بيليد إلحنان” ، الأستاذة بجامعة القدس اثر مناقشة عبر مجموعة واتساب لأعضاء هيئة التدريس حول عملية طوفان الاقصى ، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 من اكتوبر الماضي.

وبعد سويعات، تلقت ” إلحنان ” رسالة من رئيس الجامعة يعلمها بإيقافها عن العمل .

ما ذكرت ربما يكون قرارات تعسفية ، وظالمة ، ولكن بالنهاية هي سياسة المؤسسة .

فكل المؤسسات الإعلامية على وجه التحديد لديها قواعد خاصة بها تطبق على العاملين لديها .

ولعل استقالة الزميلين الإعلاميين سالم مشكور وحسين جرادي من قناة الحرة الأمريكية بسبب سياستها الإعلامية خير دليل على ان المؤسسات الإعلامية لها نهجها ، وتوجهاتها الاعلامية الخاصة .

ومؤخرا الزميلة ” في العراقية التي فصلت مؤخراً ” نشرت تغريدة لا تنسجم مع توجهات قناة ممولة من قبل الدولة ، وتحت يافطة حرية الرأي، لكنها بالتأكيد كانت مخطئة و لم تكن لم تكن موفقة في تغريدتها . فقد قالت ” صوتي ورأيي من حقي ما ممكن أساوم عليه ” هذا الكلام صحيح لو لم تكن موظفة ، او انها إعلامية مستقلة غير مرتبطة بالقناة . وبما انك موظفة في شبكة الإعلام فعليك الالتزام بسياستها ، فـ للمؤسسات الإعلامية ضوابط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار