البارتي في مرحلة انكماش.. باحث: نفوذ الحزب الديمقراطي يتراجع في نينوى وسهلها

خاص|
أكد الباحث الاستراتيجي حيدر سلمان أن الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) يعاني منذ مرحلة ما بعد تنظيم داعش من تراجع واضح في نفوذه داخل مناطق نينوى وسهلها، نتيجة ما وصفه بـ”سلوكيات سياسية وعسكرية” سابقة أدت إلى خسارته لمناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرته.
وقال سلمان في تصريح لـ“منصة جريدة” إن “البارتي بعد انسحابه من سنجار وتحريك لواءين باتجاه كركوك خسر ثقة الأهالي هناك، مما أدى إلى انحسار نفوذه الحقيقي في سنجار، إضافة إلى فقدانه السيطرة على مناطق عربية في سهل نينوى، وهي مناطق لا تضم أي أغلبية أو حتى أقلية كردية واضحة”.
وأضاف أن “الجيش العراقي تمكن بعد عامي 2017 و2018 من استعادة السيطرة على 22 وحدة إدارية من أصل 26 ضمن مناطق سهل نينوى، فيما بقيت أربع مناطق فقط تحت نفوذ البارتي، من بينها تل أسقف وفايدة وشيخان”، مبيناً أن “عدداً من الأهالي تواصلوا مع الحكومة المركزية وحتى معي شخصياً، وطالبوا بانتشار الجيش العراقي هناك، وهو ما يعكس رغبتهم في إنهاء الوجود الحزبي الكردي المسلح في تلك المناطق”.
وأشار الباحث إلى أن “الولايات المتحدة وافقت مبدئياً على بعض الترتيبات في هذه المناطق، لكن ضغوطاً من بعض القوى المسيحية داخل إقليم كردستان، خصوصاً في منطقة عقرة، حالت دون تنفيذ تلك الخطط بالكامل”، مضيفاً أن “البارتي حالياً يحاول تعويض خسارته في سنجار وسهل نينوى بالاقتراب من المكون العربي السني في أطراف الموصل، في محاولة لاستعادة جزء من نفوذه السياسي والجغرافي”.
وأوضح سلمان أن “النفوذ السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني كان يمتد من شمال ديالى إلى أكثر من 60% من كركوك وأجزاء من صلاح الدين وتلال حمرين، مروراً بأطراف الموصل وصولاً إلى سنجار، وهو ما يعادل نحو 87% من مساحة ما يسمى بخطوط الدم التي رسمها الحزب”، لافتاً إلى أن “مسعود بارزاني خسر معظم هذه المساحات لكنه يحتفظ بأربع وحدات إدارية يحاول الانطلاق منها لإعادة التمدد”.
وتابع أن “وجود الحشد الشعبي ووحدات سنجار والجيش العراقي في تلك المناطق حال دون أي تمدد جديد للبارتي، رغم محاولاته المتكررة، خاصة في منطقتي الدبس ومحيط كركوك”، مؤكداً أن “إعادة نشاط الحزب في هذه المناطق تبدو صعبة للغاية، لكن قيادته تراهن على التقرب من الأطراف السنية لضمان موطئ قدم مستقبلاً”.
وختم سلمان تصريحه بالقول: “إن القيادة الحالية المتمثلة بنيجيرفان بارزاني تختلف في أسلوبها عن السيد مسعود بارزاني، إذ تتبع سياسة الهدوء وإعادة ترتيب الداخل بانتظار لحظة مناسبة لاستعادة النفوذ، وهي مرحلة يمكن وصفها بأنها فترة ركود مؤقتة بانتظار جولة جديدة من الصراع السياسي، فالطموح الكردي في التمدد الجغرافي لن يتوقف رغم التراجع الحالي”.



