هل أصبحت “هوية العراق” أداة للابتزاز؟

بقلم الصحفي/ العراقي وليد إبراهيم
مزعج جدا الحال الذي وصلنا اليه وسياسية القطيع التي نعيشها، والتي تجاوزت حدود الظاهرة لتصبح صفة لازمة لواقعنا المر.
اقول هذا الكلام بألم لان هذه الظاهرة بات تطال مع شديد الأسف كثير ممن كنا نحسن الظن بهم وبحضافتهم وبقدرتهم على تمييز الالوان والأحداث وفرز الصالح عن الطالح منها.
واني اذ اتحدث عن هولاء، فانا بكل تاكيد لا اعني بكلامي هذا شريحة المتفلسفين والمتقولين الذين يحاولون اخراج الكَلمَ عن مواقعه. فهولاء لا شأن لي بهم، لا حاضرا ولا مستقبلا، وكلامي هذا ليس موجها لهم باي شكل من الأشكال.
بعد هذه المقدمة السريعة اقول؛ بماذا اخطأ رئيس مجلس النواب محمود المشهداني وهو يتحدث في مقابلة تلفزيونية عن هوية العراق منطلقا من نص دستوري، يعتقد الرجل أن هذا النص اختزال “هوية العراق” بطريقة غير صحيحة ليقدم فيما بعد (هذا النص) “هوية سخيفة” للعراق؟.
ان ما تحدث به الرجل جاء في سياق إبداء وجهة نظره بهذا النص ولم يتحدث عن هوية العراق بتجرد وبشكل عام، والتي وصفها هو وفي نفس المقابلة بانها اكبر بكثير من اي نص لما تحمله “الهوية العراقية” من ارث تاريخي وحضاري كبيرين، بحسب قوله.
فلماذا هذا الخلط المتعمد؟
ليس تجنيا القول ان ماجرى لا يعدو كونه محاولة من البعض هدفها إستغباء الآخرين من خلال محاولة تعميم إسقاطات لفهم قاصر، او تصور مدفوع يحمل دوافع وغايات مبيتة وواضحة، وبالتالي محاولة تعميم صورة غير حقيقة بعيدا عن سياق الحديث والتصور الذي حاول الرجل تقديمه كوجهة نظر هو مومن بها.
ويقيني أن كثيرين يؤمنون ويتماهون بما قاله الرجل في الاعتبار المعنوي والأخلاقي الذي حاول التاكيد عليه وهو يتحدث عن الهوية العراقية وانها اكبر بكثير من نص وان كان دستوري حاول تقزيم هذه الهوية.
اما ماحدث بعد ذلك داخل مبنى البرلمان على خلفية هذه التصريحات للسيد المشهداني، فهو تلاسن غير صحيح وغير لائق وما كان له أن يحدث.
وواضح جدا ان ما تم تناقله من ألفاظ عن السيد المشهداني (من قبل خصومه) انه جاء في لحظة غضب، ورد فعل انفعالي تجاه تطاول البعض عليه بطريقة غير لائقة، وهو موقف مؤسف جدا بحق الرجل.
ولان الشي بالشي يذكر؛ اقول لهولاء “المنزعجون” من حديث الرجل محاولا تذكيرهم بما جرى داخل قبة البرلمان قبل اشهر في واقعة تابعها الجميع بالصوت والصورة؛
اين كانت مواقفكم وغضبتكم هذه التي أظهرتموها في اليومين الماضيين بشأن ماتحدث به المشهداني، اقول اين كانت هذه المواقف عندما قام احد اعضاء هيئة الرئاسة آنذاك بلحظة غضب وانفعال باستخدام مفردة “گواد” ضد احد النواب؟.
هل نسيتم، ام تناسيتم ماحدث؟ تلك الواقعة التي تابعناها جميعا صوتا وصورة عندما عمد عدد من النواب بتسجيل الجلسة ومادار بها، بهواتفهم الخاصة!.
وبالعودة إلى اصل الحدث اقول؛ الغريب ان “الممتعضين جدا” مما قاله السيد المشهداني في وصفه للنص الدستوري وهوية العراق العربية، هم انفسهم (او الكثير منهم) كانوا ينتقدون ولسنوات عديدة كل من يحاول التاكيد على هوية العراق العربية وامتداده العروبي.
فما عدا مما بدأ؟.
ولتكملة المشهد السريالي المضحك المبكي في هذه المسرحية الهزلية، فقد عمد عدد من النواب إلى تقديم طلب لعرض المشهداني على لجنة طبية للتأكيد من سلامة قواه العقلية.
بالله عليكم، هل رأيتم مشهدا مضحكا مثل هذا الذي جرى تحت قبة البرلمان.
نكتفي بهذا القدر وللحديث اكثر من بقية.