الكيان والجمهورية بين تهديد الحرب الاقليمية وتبادل الردع

بقلم/ الباحث في الشؤون السياسية عبد الحكم الكيلاني

اصبحت المنطقة على هجمات استباقية قامت بها اسرائيل مستهدفة مواقع وشخصيات عسكرية ونووية فعالة في القوة الايرانية وذلك بعد وصول المفاوضات النووية مع ايرانية الى طريق مسدود وبذلك ردت ايران بالبالستيات مستهدفت اماكن حيوية شتى في الداخل الاسرائيل كنوع من تحقيق التوازن في الردع مع اسرائيل وبين استمرار تبادل القصف بين الطرفين الذي اصبح يبدوا وكأنه يفوق تبادل الردع وينذر بحدوث حرب اقليمية تؤدي الى فوضى في المنطقة لتي قد تكون لها تأثيراتها فما طبيعة هذه التأثيرات على المنطقة ؟ان هذا النوع من الحروب التي تاكد تكون شاملة وان اقتصرت على الاستهدافات الجوية لها تأثيراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والبيئة على المنطقة خصوصا وان كلا الدولتين لاتمتلك حدود ملاصقت مع بعضها وبالتي هي تخترق اجواء الدول الفاصلة بينها بالاضافة الى امتلاكها مفعالات نووية وهي تحت وطئة نار القاصفات الا ان هذه النوع من الحروب تكاد تكون مدمرة لكلا الطرفين. سياسيا ان مواقف دول المنطقة لابد لها ان تكون رافضة لهذه الحرب خصوصا وان اختراق الطائرات والبالستيات لاجوائها هو تهديد لسيادتها وبالتالي لامنها القومي، عسكريا فأن الجمهورية الايرانية تركز على الكمية من الاهداف اكثر من النوع حيث انها تطلق بين الحين والاخر عشرات او مئات الصواريخ مستهدفت كل بناء في الداخل الاسرائيلي سعيا منها الى جعل اسرائيل مكانا غير آمننا للمستوطنين وبالتالي تأجيج الوضع الاسرائيلي في الداخل الرافض للحرب في حين نرى اسرائيل انها تركز على النوع من الاهداف بستهداف كل مايرتبط بالنظام الايراني من المفاعلات والقادة البارزين في القوة العسكرية الايرانية وحتى الاقتصادية والاعلامية سعيا منها كخطة اولية الى انهاء او اضعاف او تبديد قوة النظام الايراني هذه التبادلات في القصف وخصوصا الصواريخ البالستية واعتراضها من الجانب الاسرائيلي من المحتمل ان تسقط في الدول الفاصلة او المجاورة للدولتين الامر الذي سيسبب تدخل عسكريا من تلك الدول للحيلولة دون ان تمر تلك القاصفات من اراضيها
اقتصاديا ان ايران تعتبر مصدر للغاز بالنسبة لبعض الدول المجاورة مثل العراق وتركيا بالاضافة الى كونها ممر بحريا للطاقة و ان هذه الحرب تجعل دول المنطقة في غير مأمن من الانهيارات الاقتصادية . اما بيئيا ان تعرض المفاعلات النووية لكلا الدولتين الى الاصابة المباشرة يهدد بنتشار الاشعاعات النووية التي لها تأثيرها على المدى البعيد على العامل البيئي لدول المنطقة. فهل ستستمر الحرب لامد طويل ؟ ام ان احدى الطرفين سيرضخ لشروط الاخر؟

ان استمرار الحرب من عدمه سيحددها مدى تحمل الطرفين لتكاليف الحرب الاقتصادية والعسكرية خصوصا وان ايران تتفوق بعاملها الجغرافي وتساع رقعتها وقدرتها على انتاج كمياة هائلة من الصواريخ والمسيرات
الا ان اسرائيل تتمتع بقدرة السيطرة على الجو وبدعم امريكي وفي مفهوم الحروب من يسيطر على الجو يسيطر على الارض ، بالاضافة الى التفوق التكنلوجي الذي يمكنها من ادارة زمام المبادرة في مواجهة الاهداف وان رضوخ احد الطرفين مروهن بضعف القدرة القتالية لاحد الطرفين عبر تلقيه لاكبر قدر من الضربات الاستراتيجية فهذا النوع من الحروب يجب ان يكون فيه العامل الاستخباري حاضر وفعال فكلما كانت قيمت الهدف عالية للخصم كلما كان مؤثر عليه وعلى قدرته الهجومية وبالتالي على قراراته السياسية فأيران معروفة بمماطلتها في ادارة الحروب واسرائيل تمتلك القدرة التكنلوجية والعسكرية والدعم الذي يمكنها من استمرار ضرباتها على الجمهورية الايرانية ولكن اسرائيل تعول على ازلة النظام اللايراني عبر اضعافه عسكريا واقتصادية او أرضاخه لشروطها ولكن هذه المرة ستكون الشروط اقصى في حال قبلت ايران الرضوخ خصوصا وان اسرائيل وجدت نفسها انها حقتت مكاسب كبير في ضربتها على ايران فهذه الحرب هي حرب اهداف اكثر من ان تكون حرب سيطرة دولة على اخرى فأيران تسعى حماية برنامجها النووي وابراز نفسها كدولة نووية لها ثقلها ونفوذها في المنطقة واسرائيل تجد في هذا تهديدا لمصالحها ووجودها في المنطقة لذلك تسعى بشتى الطرق الى تبديد القوة الايرانية …….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار