صفقة أوكرانيا مقابل إيران.. التفاهم السري بين بوتين وترامب (تحليل الياسري)

خاص|

رأى الباحث في الشأن السياسي أحمد الياسري، أن منطقة الشرق الأوسط تعيش في وضع بالغ القلق والتوتر، مشيراً إلى أنها ساحة صدام بين القوى العالمية المتنافسة على النفوذ.

وقال الياسري في تصريح لـ“منصة جريدة” إن “العالم يشهد انزياحاً استراتيجياً في موازين القوة، حيث تسعى قوى جديدة إلى الحلول محل قوى قديمة، وأبرز مثال على ذلك هو توجّه إدارة ترامب نحو الانعزالية السياسية، وتنصّلها من التحالفات والاتفاقات الدولية التي تراها عبئاً على الولايات المتحدة”.

وأضاف أن “ترامب تعمّد خلق توترات حتى مع أقرب الحلفاء مثل كندا والمكسيك والدنمارك والاتحاد الأوروبي، وهذا النهج ينعكس أيضاً على سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، حيث لم تعد المصالح الاستراتيجية بقدر ما تهمه الصفقات الاقتصادية فقط”.

وأشار إلى أن “هناك تفاهماً غير معلن بين ترامب وبوتين بشأن مقايضة أوكرانيا بإيران، وتتم عملية احتواء طهران عبر مسارين، الأول هو الضغط الأقصى والعقوبات مع التهديد العسكري، والثاني يتمثل بفرض مفاوضات جديدة لإنهاء الأزمة الأميركية الإيرانية”.

وتابع الياسري أن “إيران لا تزال ترفض شروط ترامب، خاصة ما يتعلق بتفكيك المدن والمنظومات الصاروخية، معتبرة إياها إهانة لقدراتها، وترى أن أي حوار يجب أن يُحصر في الملف النووي فقط دون المساس بقدراتها الدفاعية”.

وأكد أن “المنطقة تمر حالياً بمرحلة توتر شديد (قبض) تستبق مواجهة محتملة، في ظل تحركات عسكرية أميركية ورسائل واضحة من إسرائيل إلى إيران في غزة واليمن وجنوب لبنان”.

وختم بالقول: “نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران، أو اتفاق أميركي إيراني يقلّص التصعيد، وكل ذلك مرهون بعامل الزمن ودرجة استعداد الأطراف للسلام أو الصدام”.