الركابي: محللون سياسيون “مبرمجون” يربكون الشارع بخطابات مشحونة

خاص|
حذّر السياسي العراقي وائل الركابي من تنامي ظاهرة ما أسماه بـ”المحللين السياسيين المبرمجين”، الذين يقتحمون الساحة الإعلامية بخطابات متشنجة وأحكام غير موضوعية، مؤكداً أن بعض الأصوات باتت تعمل وفق أجندات خارجية أو بدوافع شخصية تُسهم في إرباك الرأي العام وخلق حالة من القلق والهلع داخل الأوساط الشعبية.
وأوضح الركابي في تصريح لـ“منصة جريدة” أن بعض المتحدثين يعتمدون على صفات مثل محلل سياسي أو قيادي حزبي أو صاحب مركز دراسات دون الالتزام بمعايير المهنية والواقعية أو تقديم قراءة علمية مبنية على فهم الشارع العراقي. وأضاف أن بعضهم لا يمتلك رؤية واضحة ويستخدم لغة واحدة وكأنه يعمل بتوجيهات مبرمجة تُطرح أحياناً في سياق الانتخابات وأخرى في الشأن العام.
وأشار الركابي إلى أن هذه الأصوات أطلقت في فترات سابقة توقعات بتغيير النظام وتحديد تواريخ لذلك دون أن يحدث أي شيء على أرض الواقع، مؤكداً أن العراق منذ عام 2003 يمارس الديمقراطية من خلال انتخابات دورية كل أربع سنوات رغم تعرضه لأزمات كبيرة مثل الإرهاب واحتلال داعش والتظاهرات، ومع ذلك جرت الانتخابات ولم تتعطل.
وتساءل الركابي عن دوافع الدعوات لتأجيل الانتخابات حالياً، مؤكداً أنه لا يوجد مبرر واقعي، وأن الولايات المتحدة أو الدول الإقليمية لا تتحدث عن تغيير النظام السياسي في العراق، مشدداً على أن خلق الفوضى عبر المنابر الإعلامية عمل مُدان ويُحمّل أصحابه مسؤولية قانونية وأخلاقية.
وبيّن أن دور المحلل السياسي يجب أن يكون نقل الحقائق وفهم نبض الشارع لا بثّ الإحباط، رافضاً توجه بعض المتحدثين نحو التحريض والشتم والإساءة للأطراف السياسية والتهجم على العملية الديمقراطية، محذّراً من أن ذلك يضرّ بمصداقية من يموله قبل أن يضر بالعملية السياسية ذاتها.
وختم الركابي تصريحه بالتأكيد على أن العراق بحاجة إلى خطاب وطني مسؤول يحترم إرادة الناخب ويتعامل مع الواقع بموضوعية بعيداً عن الإملاءات والتوجيهات الخفية.



