بعد حادثة ذي قار.. الشريفي يدق ناقوس الخطر ويدعو لمراجعة آليات التدريب البدني والعسكري

خاص
قال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي، إن التدريب العسكري يتطلب أحياناً اختبار قدرات بدنية عالية لرفع لياقة المقاتل، لكنه شدد على أن هذه التمارين يجب أن تُنفذ ضمن شروط صحية ونفسية تضمن سلامة المتدربين، وذلك في تعليقه على حادثة وفاة طالبين اثنين من الكلية الرابعة في ذي قار.
وقال الشريفي في تصريح لـ”منصة جريدة”، إن “الطلاب في الكلية العسكرية الرابعة تعرضوا للوقوف لفترة طويلة تحت درجات حرارة مرتفعة جداً، دون تأمين مصادر مياه كافية، ما أدى إلى إصابتهم بحالات جفاف وإجهاد صحي خطير”.
وأضاف أن “الحادثة كشفت عن غياب واضح لدور الطبابة العسكرية في الرقابة على ظروف التدريب، وكان ينبغي أن تُمنع مثل هذه التمارين المفتوحة تحت الشمس، وأن يتم توزيع الطلبة على أماكن مظللة أو مكيّفة فيها مياه وتبريد”.
وتابع الخبير الاستراتيجي أن “إصابة عدد من الطلبة بالجفاف تعني أنهم حُرموا من شرب الماء لفترة طويلة، ومع التعرق والتعرض المباشر للشمس، دخلت أجسامهم في حالة صدمة بدنية، وهذا ما أكدته بعض الجهات الطبية التي أشارت إلى استمرار أعراض لدى عدد من المصابين رغم تلقيهم العلاج”.
وأكد الشريفي أن “الطلبة، رغم كونهم في مرحلة التدريب، هم نواة لضباط الغد في مؤسسة تمثل هيبة الدولة وركيزة من ركائز السيادة الوطنية، وكان من الواجب أن تتوفر لهم الرعاية الطبية والإدارية المناسبة”، مشدداً على أن “ما حصل هو تقصير إداري واضح، إلى جانب ضعف رقابة الطبابة”.
ولفت إلى أن “الوزارة مطالبة بأن تكون حاضرة بشكل إشرافي مباشر، لا كمُعاقِب فقط، بل كجهة مسؤولة عن متابعة الأداء داخل المؤسسات العسكرية والخدمية، لضمان التوازن بين قوة التدريب وسلامة الأفراد”، مشيراً إلى أن “ضعف المتابعة، وغياب الإدارة المهنية، واستمرار المحاصصة، كلها عوامل أسهمت في تراجع كفاءة الأداء في مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسة الأمنية والعسكرية”.