ديالى بعد عامين من الحكومات المحلية.. إعمار غائب وصراعات تبتلع المحافظة

خاص

انتقد السياسي المستقل جمال الطائي واقع الأداء السياسي والخدمي في محافظة ديالى، مؤكداً أن المحافظة لم تشهد أي تقدم ملموس في ملف الإعمار والتنمية منذ انقضاء قرابة سنتين على تشكيل الحكومة المحلية ومجلس المحافظة.

وقال الطائي في تصريح لـ”منصة جريدة” إن “المواطن في ديالى لم يلمس أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع، والدليل ما شهدته أغلب مناطق المحافظة من غرق واسع جراء زخات الأمطار الأخيرة، ما يعكس ضعف البنى التحتية وغياب التخطيط الخدمي”.

وأضاف أن المحافظة تفتقر إلى رؤية واضحة لإنشاء مشاريع استراتيجية صناعية أو صحية أو استثمارية، مشيراً إلى أن المستشفى التخصصي عند مدخل منطقة التحرير، مركز مدينة بعقوبة، ما زال قيد الإنشاء منذ أكثر من ست سنوات، فيما لا يزال مشروع المجاري الاستراتيجي غرب بعقوبة يشهد بطئاً كبيراً في وتيرة العمل.

وبيّن الطائي أن “التجاذبات السياسية والحزبية ما زالت العامل الرئيسي المعطل في ديالى، من خلال تقييد صلاحيات مدراء الدوائر أحياناً، وفرض أسماء لشغل مناصب إدارية دون امتلاك الخبرة الكافية، بما يخدم مصالح الكتل السياسية”، لافتاً إلى أن ذلك أسهم في تفجير خلافات حادة داخل مجلس المحافظة.

وأشار إلى أن ما حدث مؤخراً من صراع بين رئيس مجلس المحافظة وعدد من الأعضاء لإقالة بعض مدراء الدوائر، يمثل نموذجاً لسياسة فرض الأمر الواقع وفق رؤى حزبية ضيقة.

وأكد الطائي أن ديالى، بتنوع مكوناتها، تمثل “عراقاً مصغراً موحداً”، وتحتاج إلى قيادة بعقلية براغماتية قادرة على استثمار ما تمتلكه من موارد طبيعية ونفطية، مبيناً أنه رغم شحة المياه، تمكنت المحافظة من تحقيق الاكتفاء الذاتي نسبياً، إلا أن قطاع الزراعة تضرر بشكل كبير.

وأوضح أن ديالى تُعد سلة غذاء العراق لما تمتلكه من مساحات خضراء وبساتين واسعة، إلا أن جزءاً كبيراً من هذه الثروة تعرض للتدمير أو التحويل إلى استثمارات حزبية، وفق رؤية مادية بحتة أضرت بالواقع الزراعي والبيئي.

وختم الطائي حديثه بدعوة القائمين على الملفين السياسي والخدمي في ديالى إلى “تقديم مصلحة المحافظة وأهلها على المصالح الشخصية والحزبية، والعمل الجاد على إخراج ديالى من دوامة التعطيل المستمرة من انتخابات إلى أخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار