العراق بإنتظار “البنوك الرقمية”.. ما هي؟ وما هي فائدتها؟
متابعات|..
قال الباحث الاقتصادي، زياد الهاشمي ، إن النظام المصرفي العراقي قد يستقبل قريباً مصارف من نوع آخر تسمى (البنوك الرقمية) فما هي هذه البنوك؟ وهل سيستفيد منها المواطن والنظام المصرفي والاقتصاد العراقي؟.
وأوضح الهاشمي في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، أن “البنوك عبر الإنترنت، والمعروفة أيضاً باسم بالبنوك الرقمية أو البنوك الجديدة (neo-banks)، هي مؤسسات مالية مصرفية تعمل بشكل كامل وحصري عبر الإنترنت، وعلى عكس البنوك التقليدية، لا تمتلك البنوك الرقمية عادةً فروعًا فعلية في المدن، بل تعتمد في تقديم خدماتها على موقع الانترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، ويمكن توفير الخدمات المصرفية التي يحتاجها المواطن والتاجر والمؤسسة من خلال تطبيقات الهاتف”.
وبيّن، أن “أهم مزايا البنوك الرقمية، سهولة فتح الحساب والوصول وإدارة الرصيد، رسوم وكلف أقل، خدمات متنوعة ومتميزة (مثل تطبيقات الميزانية وخطط الإنفاق والتكامل المرن) وغيرها من مزايا، وبسبب هذه المزايا، بدأت البنوك الرقمية بالانتشار في دول كثيرة في أوروبا والأمريكيتين وآسيا، ومن هذه البنوك – Chase bank – Monzo – Revolut – Starling – Tide وغيرها من بنوك رقمية”.
وأضاف، “لكن مسألة نجاح وتوسع مثل هذا النوع من البنوك مرتبط بوضع البيئة الاقتصادية وطبيعة المجتمع، حيث تعتمد هذه البنوك غالباً على عمليات الكترونية غير نقدية تنشط في نظام مصرفي متقدم، ومجتمع يميل لاستخدام البطاقات بدلاً من النقد في تعاملاته، وبما ان النظام المصرفي العراقي لايزال متأخراً كثيراً مقارنة مع الانظمة المصرفية في باقي الدول، ولا يزال المجتمع العراقي لا يثق كثيراً بالنظام المصرفي ويميل نحو استخدام النقد الورقي والاكتناز بدلاً من الدفع الالكتروني والادخار، فمن المتوقع ان تواجه البنوك الرقمية صعوبات كبيرة في جذب المستخدمين والحصول على حصة مناسبة في القطاع المصرفي العراقي”.
وتابع، “ومن الممكن أيضاً ان تتعرض هذه المصارف الرقمية الى هجمة مرتدة من المصارف التقليدية الأخرى لتقييد انتشارها وتعويق عملياتها داخل العراق مما يؤدي الى فشل هذه التجربة وخروج هذه المصارف من سوق العمل المصرفي بشكل كامل، لذلك على المركزي العراقي التريث قليلاً وتقييم كل هذه المخاطر والتحديات والبحث عن توقيتات جديدة لإطلاق هذا النوع من المصارف عندما تكون الظروف مواتية وفرص النجاح عالية، بدلاً من الاستعجال والمغامرة، فهذه وصفة جاهزة للفشل”.