طريق الحرير مقابل دجلة والفرات.. رسالة إلى السوداني لصياغة مصالح “النهر الاقتصادي”

خاص|..

دعا الباحث الاستراتيجي، هيثم الهيتي، يوم الخميس، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تشكيل لجنة متمكنة من خارج النظام السياسي للتفاوض مع تركيا لصياغة مصالح العراق في مشروع طريق الحرير ليكون هذا “النهر الاقتصادي” مقابل ضخ مياه نهري دجلة والفرات إلى العراق.

وقال الهيتي لـ”جريدة“، إن “تركيا مهمة اقتصادياً وتنموياً للعراق، لذلك كان العراق تاريخياً يتجنب أي صراع مع تركيا، فهي مصدر رئيسي لنهري دجلة والفرات والبوابة الأوروبية للعراق، حيث يمكن للعراق تصديره بضائعه عبرها إلى أوروبا وكذلك في حال الاستيراد، وكان في ثلاثينيات القرن الماضي قطار يربط البصرة ببرلين، لذلك هناك معالم تاريخية بربط العراق مع تركيا اقتصادياً”.

وأضاف، أن “تركيا تفكر من جانبين سياسي واقتصادي، وترى أن العراق دولة هشة فيها تنازع سياسي إثني وطائفي ولا تمتلك قراراً سياسياً موحداً بسبب نزاعات النخب السياسية، وبالتالي هي فرصة لإضعاف العراق للحصول على الحصص المائية وعلى الاستفادة من طريق التنمية”.

وتابع، “فهي (تركيا) ترغب بتطوير الاقتصاد مع العراق لكونه مهم لكن تستغل الفرصة لضعف العراق بتطويره بالأقل للمصالح العراقية نظراً لعدم وجود مفاوض قوي بل هش، وتعلم تركيا أن الواقع السياسي العراقي لا يعتمد على الكفاءات بقدر الولاءات الطائفية، لذلك ستستفيد تركيا والعراق أيضاً لكن بدرجة أقل بكثير”.

وأكد، أن “طريق الحرير مشروع مهم وقد ينفذ بطريقة يستفاد منها العراق جزئياً وليس كلياً أمام تركيا الذي سيعزز اقتصادها، لذلك أدعو رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تشكيل لجنة متمكنة من خارج النظام السياسي للتفاوض مع تركيا لصياغة مصالح العراق ليكون هذا النهر الاقتصادي مقابل ضخ مياه نهري دجلة والفرات إلى العراق”.

ورأى، أن “تركيا تحاول ملء الفراغ السني في ظل هشاشة القيادة السنية بعد غياب شخصية محمد الحلبوسي لذلك ترغب تركيا بابتلاع الجانب السني ليكون لها قدرة هائلة للتأثير على القرار السياسي العراقي وتضعف مصالح العراق أمام تقوية مصالحها، وفي ظل الحاجة الإيرانية لتركيا، فمن المرجح أن إيران ستفسح المجال لتركيا بملء الفراغ في الساحة السنية بشكل معين مقابل الأطراف الشيعية الأخرى وهذا ما سيعطي استقراراً لإيران لأنه سيعزز الفكرة الطائفية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار