سلمان يشرح كيف تستفاد الفصائل من “تموضع” القوات الأمريكية.. يمكنهم تسويق الانسحاب كنتاج لعملياتهم
فرصة لبغداد أيضاً

خاص|
أكد الكاتب السياسي والصحفي حليم سلمان، أن العراق يشهد تحولات سريعة مع اتجاه القوات الأمريكية إلى إعادة تموضعها، في إطار إنهاء مهمة التحالف الدولي وتحويلها إلى تعاون ثنائي مع بغداد. مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وما يحمله من تداعيات على المنطقة.
وأوضح سلمان في حديث لـ”منصة جريدة” أن هذا التموضع يمثل فرصة مزدوجة للفصائل العراقية؛ إذ يمنحها مجالا لتسويق الانسحاب كنتاج لضغطها المسلح، وفي الوقت نفسه يتيح لها هامش حركة تكتيكي عبر هجمات محدودة” لكنه شدد على أن “الضربة التي تلقتها إيران مؤخراً ورغبتها في تجنّب حرب استنزاف، دفعت الفصائل إلى تجميد التصعيد الشامل خشية رد أمريكي قاس يحرج حكومة بغداد”.
وعلى مستوى القوات الحكومية، يرى سلمان أن “خفض المساعدات الأمريكية سيضعف القدرات الاستخبارية والدعم الجوي، ما يمنح الجماعات الإرهابية مجالا للتحرك في مناطق رخوة، مثل المثلث الصحراوي وديالى، وهذا يضع الجيش والشرطة أمام اختبار الاعتماد على إمكاناتهما الذاتية وتطوير قدراتهما الأمنية”.
في المقابل، قد يفتح التحول – وفق سلمان – فرصة أمام بغداد لتعزيز سيطرتها السياسية والامنية، عبر مأسسة الحشد الشعبي والحد من نفوذ الفصائل، مع استمرار التعاون الثنائي في مجالات التسليح والتدريب”.
وختم سلمان بالقول؛ إن “العراق سيظل ساحة توازن، واشنطن تسعى للحفاظ على وجود مرن يخدم مصالحها في سوريا ومراقبة طهران، بينما تميل إيران إلى إدارة مسارات التهدئة أو التفاوض النووي. والسيناريو الأقرب هو تهدئة محسوبة، بحضور أمريكي أقل احتكاكاً، وهجمات فصائلية محدودة، مقابل جهود حكومية عراقية لملء الفجوات الأمنية وتعزيز السيطرة على السلاح”.