الغاز العراقي بديلاً عن الروسي.. مسارٌ مُلغم يُهـدد بمصيرٍ قاتم!

خاص|..

كشف المتخصص في الشأن الأميركي، رمضان البدران، يوم الخميس ، أن الغاز العراقي سيكون هو البديل عن الغاز الروسي لتزويد أوروبا به، عبر ما ما يسمى بخط الغاز العربي، وسط رفض إيراني روسي له، بل ان مصلحة البلدين تتمثل بعدم إنجاحه، في وقت لا يزال العراق لم يحسم أمره في هذا الموضوع، وفي حال تعثر خط الغاز هذا ستكون أوروبا والغرب والعرب أيضاً في مأزق، ما قد يعرض العراق إلى مصير سوريا، وسيحدث صراع مصالح دولية في داخل العراق بعد أوكرانيا وغزة.

وقال البدران لـ”جريدة“، إنه “لا مانع أميركي من مقابلة السوداني، وما يشاع بأن أميركا غير راضية عليه فهذا غير صحيح، فمن الثوابت أن أميركا لا تريد التفريط بصداقة العراق، لعدة أسباب خاصة بأميركا، فهي المسؤولة عن عملية التغيير وتأسيس النظام، ومسؤولة في الداخل الأميركي والعالم عن مخرجات ونتائج ما يؤول إليه هذا النظام والوضع العراقي بسبب تغييرها عام 2003، فهي تبقى مسؤولة عن هذا الموضوع في العرف الأميركي أخلاقياً وسياسياً وتاريخياً، لذلك أميركا لا تريد التفريط بالعراق”.

وأضاف، “كما أن أوروبا لا تريد التفريط بالعراق أيضاً، لأنها تعوّل على بديل للغاز الروسي، والمرشح الأفضل هو قطر ومنطقة الخليج والعراق ومصر بما لديهم من غاز، وبالتالي ما يسمى بخط الغاز العربي هو ما تعوّل عليه أوروبا بدلاً عن احتكار روسيا للغاز ومصادره”.

وأوضح، أنه “كان مرشحاً لأوروبا أن يمرر خط الغاز العربي لها عبر الأردن وسوريا، ولكن أدركت روسيا خطورة هذا الخط التنافسي، لذلك ذهبت إلى سوريا لقطع الخط ولن تغادرها، ولم يعد هناك بديل غير العراق عبر مناطق غرب العراق وكردستان وتركيا”.

وبيّن، أن “أميركا والعرب يريدان لهذا الخط أن يسير، ولم يبق له بديلاً غير العراق، لكن العراق يبدو لم حسم أمره في هذا الموضوع، بالتالي أميركا والعرب وأوروبا يريدون من العراق أن يلعب دوراً في تمرير هذا الخط، يقابل هذا الرغبة الروسية والإيرانية بأن لا يمرر هذا الخط، لأنه سيقضم 40 بالمائة من إجمالي الدخل القومي الروسي الذي يعتمد على إرادات الغاز لأوروبا، وإيران – بدورها – تطمح أن تمرر غازها عن طريق العراق عبر سوريا وجنوب لبنان والمتوسط إلى اليونان ومن ثم أوروبا”.

إذن، هناك محور إيراني روسي، تريد الأولى الوصول إلى البحر المتوسط، والثانية تريد أن تقطع الطريق، وفق البدران، ويضيف “لذلك المصلحة الإيرانية والروسية تستوجب عدم نجاح هذا الخط”.

ويتابع، “أما أميركا فهي تريد أن تبقي العلاقة مع العراق لأسباب تتلق بالمصالح الأوروبية والخليجية والعربية، وفي حال لم تنجح هذه العملية وتعثرت ستكون أوروبا في مأزق والغرب والعرب أيضاً، وإذا تسبب العراق بعرقلة هذا الموضوع فقد يتحمل ما تحملته سوريا، حيث هناك مصالح دولية كبيرة تنتهي أخيراً في نهاية المطاف بعد أوكرانيا وغزة في داخل العراق”.

ونبّه “لذلك يجب قراءة هذا المشهد بطريقة جيدة، وأن يكون العراق سبباً في تلبية مصالح العالم المشروعة لا أن يحصل العكس، وبعد إعلان أميركا موافقتها على سحب التحالف بدأت روسيا تلوّح بعرضها لحفظ أمن العراق، لذلك العراق قد يلاقي تحديات سياسية أكثر تعقيداً إثر اختلال توازن النفوذ والفراغ الكبير الذي سينتج بعد انسحاب التحالف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار