الولايات المتحدة والفصائل المسلحة يتخبطان بعيداً عن الحل.. تحليل

خاص|..

رأى الكاتب السياسي، علاء الخطيب، يوم الأحد، أن الولايات المتحدة والفصائل المسلحة كلاهما يتخبطان في قضية يمكن حلها من خلال قنوات أخرى غير السلاح، فلا المسيّرات الأميركية قادرة على إسكات صوت المقاومة والحد من هجماتها، ولا هجمات الفصائل قادرة على إخراج القوات الأميركية من البلاد.

وقال الخطيب لـ”جريدة“، إن “هناك موقفاً معقداً في المنطقة، فليس هو واقع عراقي بقدر ما هو واقع شرق أوسطي بل عالمي، لذلك ما يحدث في الشرق الأوسط وخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي ينعكس بشكل أو بآخر على كل المنطقة”.

وأضاف، “لكن هناك مناطق رخوة تتفجر فيها هذه الصراعات، وهناك مناطق ربما أكثر سيطرة بالنسبة للحكومات مثل مصر ودول الخليج وغيرها”.

وبيّن، أن “تحليل المشهد يتمثل بوجود فعل ورد فعل، أي تبادل هجمات، فصائل المقاومة تهجم على مواقع القوات الأميركية والأخيرة ترد عليها، ولا يمكن حل هذه المشكلة حتى بمسألة خروج القوات الأميركية التي تنادي بذلك الفصائل المسلحة والحكومة العراقية”.

وتابع، أن “خروج القوات لا يتم عبر الهجمات على القواعد الأميركية، ربما هي ورقة سياسية تستخدمها للتفاوض، ولكن بالنتيجة أن هذه الورقة ستكون ضعيفة ما لم يكن هناك موقف عراقي وخطاب سياسي وقرار داخلي موحد”.

وأكمل، “لذلك على المفاوض العراقي إذا ما أراد التفاوض مع واشنطن عليه امتلاك أوراق قوة، وهذه الأوراق غير موجودة حالياً، لأن التصريحات الأخرى منها ما جاء على لسان مسرور بارزاني مؤخراً الذي أكد الحاجة إلى القوات الأميركية، ينافي ما تطالب به الحكومة الاتحادية”.

وزاد، “لذلك الموقف العراقي في الداخل ضعيف، وهذه الهجمات لن تؤدي إلى إخراج القوات الأميركية، وكذلك الهجمات الأميركية وعمليات الاغتيال وإطلاق المسيّرات والسيطرة على الجو لن توصل الولايات المتحدة إلى إسكات أصوات أو أفعال المقاومة”.

وأوضح، أن “الطرفين يتخبطان في قضية يمكن حلها من خلال قنوات أخرى غير السلاح، فلا المسيّرات قادرة على إسكات صوت المقاومة والحد من هجماتها، ولا هجمات الفصائل قادرة على إخراج القوات الأميركية”.

وعن موقف الحكومة العراقية، ذكر أن “السوداني في وضع حرج، وهو لا يرفض ما تقوم به الفصائل، لأن الموقف لا يعكس ذلك أبداً، رغم أن السوداني أدان هجمات الفصائل، لكنه كان متوازناً بإدانة الهجمات الأميركية أيضاً وقدم العراق اعتراضاً عند مجلس الأمن كما قدم اعتراضاً سابقاً ضد الهجمات الإيرانية”.

ورأى الخطيب، أن “هناك إرادة جماعية وتبادل أدوار، من خلال مجاميع تتخذ على عاتقها مسؤولية الهجمات، وكتل أخرى من الإطار التنسيقي نفسه تقوم بالعمل السياسي، أي هناك خطين متوازيين الأول هو خط الورقة العسكرية والثاني الورقة السياسية، والإطار يريد اللعب على هاتين الورقتين”.

ومضى في حديثه، أن “أصحاب الخط الأول يقولوا إن هؤلاء ليسوا منسجمين مع إرادة الإطار، وهذا ما قاله السوداني بمتابعة مطلقي الصواريخ والإدانة، وبأن الحكومة تتحمل مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية والقوات الدولية، وحتى رفض المالكي وغيره للتصعيدات، وصمت هادي العامري وقيس الخزعلي والقادة الآخرين في الإطار الذين لم يصرحوا بشكل أو بآخر بتصريحات علنية قوية بهذه المسألة، لكن بقى دور سياسي يلعبه هؤلاء ودور عسكري يلعبه النجباء وكتائب حزب الله”.

وبيّن، أن “ما لم تستطع فعله الحكومة تقوم به الفصائل، وما لم تستطع فعله الفصائل تقوم به الحكومة، وهو الحوار، فهناك أدوار متبادلة، ولا اعتقد أن السوداني سيتخذ خطوة بل موقفه منسجم تماماً عندما عبر عن الاعتداء الإيراني على أربيل بأنه عدوان، كذلك أدان بالقوة نفسها الاعتداءات الأميركية على القوات العراقية، سواء في جرف الصخر أو في الهجوم الأخير ببغداد”.

وأضاف، “اما تهديدات السوداني فإنه لن يستطيع تنفيذها لأن السماء العراقية هي في يد الولايات المتحدة وليست هناك قوة عراقية قادرة على مسك السماء”.

وأشار إلى أن “تصريح اللواء يحيى رسول بأن أميركا تماطل بتسليح الجيش العراقي ولا تريد أن يكون جيشاً قوياً، عازية ذلك للخشية من ذهاب هذه الأسلحة إلى إيران، كما هناك تخوف من الجانب الكردي بأن تستخدم بغداد هذه الأسلحة ضد كردستان، فهذه الأجوبة الأميركية تعطي انطباعاً وانعكاساً واضحاً بأن الولايات المتحدة تريد إبقاء الجيش العراقي على هذه الأسلحة البسيطة دون الأسلحة الثقيلة”.

وأوضح، أن “الموقف الأميركي هذا قديم يعود إلى قبل عام 2003 بتجريد الجيش العراقي من السلاح، وأن سن قانون التوازن الوطني في الجيش والقوات المسلحة والأمنية كان أحد البسامير التي دقت في نعش الجيش العراقي”.

ولفت إلى أن “الحديث عن استعداد الجيش العراقي، فإن الحروب لم تعد كالسابق باستخدام أعداد كبيرة من الجنود، وإنما هناك اعتماد كبير على التكنولوجيا”.

وخلص إلى القول، إن “الولايات المتحدة مخطئة إذا اعتقدت أنها قادرة على إيقاف الهجمات من خلال الاغتيالات والطائرات المسيّرة، بل على العكس، فإنها سوف تزيد من مناسيب الكراهية لها، وتعقد المشهد، ولن يكون العراق آمناً، وأن وجود عراق غير آمن أو مفكك بهذه الطريقة هي رغبة ربما داخلية وأميركية أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار