توترات البحر الأحمر “تُـهدد” صادرات النفط العراقي!

خاص |..

أكد المتخصص في شؤون الطاقة، يحيى العقابي، يوم الاحد ، أن نصف صادرات النفط العراقي تتأثر باضطرابات البحر الأحمر، داعياً متخذ القرار للبحث عن منفذ تصديري آخر.

وقال العقابي لـ”جريدة“، إن “ما يجري الآن من توترات في البحر الأحمر (استهداف الناقلات والحرب على غزة) واضطراب حركة السفن الناقلة للنفط والمتأثرة بارتفاع تكاليف النقل والتأمين وزيادة الفترة الزمنية لحركة مسارات السفن بسبب تغير المسافات البحرية وما يصاحبها من معوقات تصديرية واستيرادية للدول القريبة والواقعة ضمن نطاق التوتر، إلا أنه رغم ذلك بقيت أسعار النفط تتأرجح ضمن نطاق بسيط لعدة عوامل، أهمها المحافظة على كمية معروضات النفط ومحدودية الطلب”.

وأوضح، أن “للعراق نصيب من هذه الفورة بكل تداعياتها التي تجتاح المنطقة، بالرغم من وجود منفذ تصديري واحد في الوقت الحاضر وهو المنفذ البحري جنوب العراق من موانئ البصرة التي تلبي خطته لتصدير النفط بواقع 3.5 مليون برميل يومياً حسب ما حددته الموازنة الثلاثية للبلاد، وكذلك سعر البيع التخميني لبرميل النفط البالغ 70 دولاراً للبرميل الواحد”.

وبيّن العقابي، أن “من المعروف أن النفط العراقي يصدر إلى الهند والصين وكوريا الجنوبية، بنسبة تفوق نصف نفطه المصدر بقليل وبمسار حركة الناقلات المستقر نسبياً بعيداً عن تداعيات التوتر في البحر الأحمر”.

وأضاف، “أما نصف نفطه الآخر، والذي يصدر لدول سنغافورة وهولندا وتركيا واليونان ومصر والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، فإن التصدير لهذه الدول الأخيرة يتأثر بالاضطرابات المشار اليها في أعلاه، كون مسارها يتم عبر بوابة (مضيق) باب المندب عبوراً لقناة السويس ثم البحر المتوسط إلى مستهلكي أوروبا أو المسار البديل الأكثر تكلفةً، وهو مسار محيط أفريقيا وصولاً لمضيق رأس الرجاء الصالح”.

وتابع، أن “العراق لا يزال غير قادر على تصدير نفطه من ميناء جيهان منذ الـ25 من نيسان 2023 بسبب تعثر المفاوضات بينه وبين الجانب التركي، علماً أن موقفه من مسألة تصدير النفط وفق السيناريو المذكور لا يخلو من مخاطر وحرج كبير في حال امتداد تأثير التوترات إلى مضيق هرمز”.

وخلص المتخصص في شؤون الطاقة إلى القول، إن “أمام متخذ القرار التفكير بجدية بموضوع البحث عن منفذ تصديري آخر، وهذا خيار صعب للغاية خاصة وأن كل خطوط أنابيب تصدير النفط المارة عبر دول الجوار (سوريا والسعودية) فضلاً عن تركيا معطلة تماماً وهي الآن خارج الخدمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار