لا زالَ الصدرُ ثابتاً في موقفه من الحكومة (العباسية)

بقلم محمد العبدلي |..

بادئ ذي بدء، تُشير الروايات والكتب الشيعية إلى أن لبني العباس دولتين، تكون الثانية مشابهة الى حدٍ كبير للدولة الأولى في الماضي، فبنو العباس في الأولى أطاحوا بالأمويين من خراسان، وكذلك بنو العباس في دولتهم الثانية يأتون من خارج العراق كأسلافهم ويرفعوا شعارات مذهبية كنصرة المظلومين الشيعة ورد حقوقهم وإنصافهم، ويقرّبون من هو بعيد (عن الحق) ويبعدون من هو قريب (من الحق)، وتكون دولتهم دولة عسر وكرب لا يسر فيها، حتى يقع الخلاف بينهم على المناصب والاموال ويؤدي الى طمع الناس فيهم، ويكون ذلك سبباً لضعف دولتهم والقضاء عليها.

فما سبب استخدام السيد الصدر لوصف (الحكومة العباسية) على حكومة الإطار الحالية؟

قبل إجراء انتخابات مجلس النواب لعام ٢٠٢١ كان هناك إتفاق بين قوى الإطار مع السيد الصدر بالانتقال من التوافقية الى الأغلبية في تشكيل الحكومة لوضع حد للفساد وسوء إدارة مؤسسات الدولة ومقدّراته، مُقابل عدول الصدر عن قراره بعدم المشاركة في الانتخابات المذكورة.

لكن بعد إجرائها نكثت قوى الإطار عن الوعود والمواثيق السابقة، وأجهضوا مشروع الصدر في تشكيل حكومة الأغلبية، مما أجبره على إستقالة نوابه وإعتزاله العملية السياسية، ومضت تلك القوى في تشكيل حكومتهم الحالية التي تحاول إطرافها تصديرها للرأي العام على أنها حكومة خدمات وتوفير فرص عمل حقيقية وإدارة أزمات البلد.

ورغم محاولاتهم المتعددة، في السرّ والعلن، بالتقرب او التودد للسيد الصدر وامتصاص غضبه، إلا انه لا زالَ يصف حكومتهم منذ لحظة تشكيلها بـ (حكومة بني العباس) لتبنّيها ذات النهج والمتبنيات التي أسلفنا عنها -حسب رؤية الصدر-.

وكرّر السيد الصدر ذات الوصف من خلال بيانه الذي تضامن من خلاله مع الضباط الذين تم الحكم عليهم بالسجن والطرد من الوظيفة بسبب عدم تصدّيهم للمتظاهرين على السفارة السويدية بعد حادثة حرق القرآن الكريم، وسيستمر بذات الوصف للحكومة الحالية عند كل مناسبة او حادثة تكون محلاً للنقد، ولا يتجرّء أيّاً من أطرافها على رد ذلك الوصف او حتى الإعتراض بشأنه، لما للسيد الصدر من قوة شعبية كبيرة، ويفضّل من يتولّى السلطة تحاشي أي صِدام معها، في الوقت الحالي على اقل تقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار