سباق النخوة.. العراق يتنافس في تقديم المساعدات لضحايا الزلزال

تقارير – جريدة /..

منذ اللحظات الأولى للزلزال المدمر في الجنوب التركي والشمال السوري أبدى العراقيون تعاطفهم مع ضحايا هذه الكارثة التي وصفتها اليونيسيف بالأعنف في المنطقة منذ 100 عام.

وعلى الرغم من المبادرة الرسمية العراقية لمساعدة البلدين الجارين فإن التعاطف الشعبي ترجمه المواطن العراقي إلى أفعال من خلال عدد من الحملات الإغاثية وعلى مختلف المستويات.

المتحدث باسم المجمع الفقهي العراقي الشيخ حسين غازي السامرائي أوضح لـ”جريدة” في تصريح خاص أن “الواجب الشرعي يحتم على الأمة أن تؤدي دورها لمساعدة الشعبين الشقيقين السوري والتركي في مصابهم الجلل” مبينا أن “الشيخ أحمد حسن الطه كبير علماء المجمع وجّه رسالة متلفزة بوجوب أن تقف الأمة الإسلامية بقادتها وشعوبها بتقديم المعونة لهم، كما تم توجيه خطباء المساجد بحثّ المجتمع لتقديم الدعم بالمال والدعاء لإخوانهم” مضيفا “أن المجمع الفقهي أنشأ بوابة الكترونية للتبرع بالمال وإرساله إلى المتضررين، وأن الحملة حاليا بصدد الجمع خلال مدة عشرة أيام، وأن حجم التفاعل جيد من قبل المواطنين المتبرعين”

وجنوبا تتواصل حملات الإغاثة الشعبية وجمع المواد العينية لإيصالها إلى الشمال السوري، ففي بابل يقبل الأهالي على مراكز الإغاثة إذ أكد الشيخ قاسم الحسيني أن المرجعية الدينية في النجف أوعزت للمواطنين بضرورة الوقوف مع إخوتهم في محنتهم الراهنة، بما يحتمه الواجب الشرعي والإنساني، وهنالك استجابة كبيرة لهذه الدعوة من العراقيين رغم ما يعانونه من نقص المياه والخدمات.

ولم تقتصر جهود الإغاثة على المؤسسات الدينية، فقد ذكر الناشط المدني حمودي المختار لـ “جريدة” أن “هنالك تفاعل شعبي كبير في محافظة صلاح الدين مع الحملة الشعبية لإغاثة ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، إذ بلغ حجم التبرعات مئات قطع الملابس والأغطية بالإضافة إلى أكثر من عشرة ملايين دينار عراقي من المتبرعين، فضلا عن كميات كبيرة جدا من المواد الغذائية، علما أن حملة جمع التبرعات ما تزال مستمرة” وفيما يخص المعوقات ذكر المختار أنها “برزت في جانب التنسيق خاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى المدن السورية المنكوبة، خاصة أننا أبدينا الرغبة في إيصالها للمتضررين مباشرة للمشاركة في هذا العمل الإنساني، لكننا لم نتلقَ أي رد بهذا الخصوص.”

أما في الأنبار فقد أقيمت أكثر من حملة لمساعدة ضحايا الزلزال، فيما ذكر رئيس مؤسسة أحباب المصطفى لرعاية الأيتام والفقراء د. مشتاق الدوسري “أن الجمعية بمجرد الإعلان عن حملتها توافد الأهالي لمساعدة إخوتهم في سوريا”، مبينا أن “المساعدات تركزت في المواد العينية التي يحتاجها المتضررون بشكل عاجل من فراش وأغطية ومدافئ وملابس شتوية ومواد غذائية، وستقوم كوادر الحملة بتوزيع المساعدات بنفسها في مدينة حلب السورية، إذ ستنطلق أكثر من ثلاثين قافلة إغاثية فجر الأربعاء لتذهب إلى مدينة حلب، بعد جمعها من جميع أقضية محافظة الأنبار”.

وما تزال الحملات الشعبية في جميع المحافظات العراقية مستمرة، إذ يؤكد مواطنون أنهم سبق أن مروا بفترات من التهجير والنزوح من مناطقهم وأنها كانت تجربة صعبة جدا في حياتهم، ولذلك فإنهم يسارعون بمساعدة الأشقاء والأصدقاء في محنتهم لمنع مرورهم بالمأساة ذاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار