الحلبوسي: إقصائي من رئاسة البرلمان زادني حضوراً سياسياً وجماهيرياً

متابعات|
أكد رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي أن الاشتراك السني في العملية السياسية يمثل إحدى العلامات الفارقة مقارنة بانتخابات عام 2005، مبيناً أن الوضع الجيوسياسي في المنطقة يجعل من الانتخابات المقبلة محطة تأسيسية لعقدين قادمين من التفاهمات السياسية طويلة الأمد.
وقال الحلبوسي في حديث متلفز مع الإعلامي سامر جواد، وتابعته “منصة جريدة” إن هيكل النظام السياسي في العراق سيبقى قائماً لعشرين سنة قادمة بدعم دولي واضح، مشيراً إلى أن تطبيق الدستور وتوجه العراق الدولي سيعاد النظر بهما بعد انتخابات 2025، وأن العقدين القادمين “سيشهدان استقراراً نسبياً في التوازنات السياسية”.
وأضاف أن السنة تحولوا من معارضين إلى مساهمين في بناء العملية السياسية، بعد أن تسبب عدم مشاركتهم عام 2005 بـ“تصدر شخصيات ضعيفة تمثلهم آنذاك”، لافتاً إلى أن الفاعل الشيعي بدأ يقترب من المكون السني بعد أن كان يتحرك سابقاً بثنائية مع الكرد قبالتهم.
وأوضح الحلبوسي أن واشنطن وحلفاءها يملكون اليوم صوتاً أعلى من السنوات الماضية، وأن القوى الشيعية “ستتكيف مع النفوذ الأمريكي المتزايد”، مضيفاً أن التيار الصدري لم يمتلك مناصب وزارية في حكومتي عبد المهدي والكاظمي لأنه لا يريد تحمل مسؤولية الأخطاء، وأن “الصدر يسعى اليوم للحفاظ على رمزيته العقائدية والشعبية بعيداً عن السياسة التنفيذية”.
وفي حديثه عن تجربته السياسية، أشار الحلبوسي إلى أن إقصاءه من رئاسة البرلمان عزّز من حضوره الجماهيري والسياسي، موضحاً أن خروجه من المنصب كان “استهدافاً سياسياً بلمسات شرقية”، نافياً في الوقت نفسه أي إساءة منه للشيعة. وكشف أن بعض الوزراء من “تقدم” رفضوا مغريات وضغوطاً لتولي مناصب بديلة عنه، مؤكداً أن “النواب المنشقين لن يفوزوا في الانتخابات القادمة”.
وفي محور العلاقات بين المكونات، قال الحلبوسي إن السنة اليوم يمثلون الأغلبية الثانية بعد الشيعة ويحق لهم اختيار منصب الرئاسة الذي يريدونه، مشدداً على أن “الرمزية التي منحت رئاسة الجمهورية للكرد انتهت ويجب إعادة الحق لأهله”. كما انتقد تدخلات الحزب الديمقراطي الكردستاني والحشد في نينوى، مشيراً إلى أن قوات الأسايش هددت جماهير مرشحة “تقدم” في ناحية قراج، لكنه في المقابل وصف مسعود بارزاني بأنه أكثر قادة الحزب الديمقراطي “نُبلاً”.
أما بشأن العلاقة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فقال الحلبوسي إن العلاقة مرت بمرحلة خصومة ثم تواصل لكنها ليست تحالفاً، مبيناً أنه لا يسعى للتصادم مع الحكومة “إلا عند الضرورة”، مؤكداً أن المالكي والسوداني سيكونان من أبرز منافسيه على بغداد في الانتخابات المقبلة.
وفي ختام حديثه، شدد الحلبوسي على أن فوضى السلاح في العراق ستنتهي وفق السياسة الأمريكية القادمة، مشيراً إلى أن “العراق لو كان شريكاً علنياً لواشنطن لما قطعت عنه تركيا المياه”. وأضاف أن إيران دعمت أطرافاً سنية في الانتخابات، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً: “لا نريد أحداً يحمينا من الشيعة، فالعراق يجب أن يُدار بتوازن وطني لا بتبعيات إقليمية”.
وختم قائلاً: “من يتوهم أنه سيكون قائداً عليه أن يدرك أنه مُستخدم وسيبقى كذلك، أما نحن فنتجه لبناء مرحلة سياسية جديدة عنوانها الشراكة لا التبعية”.



