حسين الأسعد: واشنطن تسعى للتأثير في شكل الحكومة العراقية المقبلة

خاص|

قال المحلل السياسي حسين الأسعد إن إرسال مبعوث أمريكي خاص إلى العراق في هذا التوقيت لا يعدّ خطوة اعتيادية، بل يأتي ضمن تحرك أمريكي لمعالجة ملفات سياسية حساسة قبيل الانتخابات العراقية، مشيراً إلى أن وجود المبعوث سافانا يعكس رغبة واشنطن في التأثير المباشر على شكل الحكومة المقبلة.

وأوضح الأسعد لـ“منصة جريدة” أن “السفير عادة يكون موجوداً حينما تكون العلاقات طبيعية بين بلدين، أما المبعوث الخاص فلا يُرسل إلا في حال وجود ملفات طارئة ومحددة”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة استخدمت هذا الأسلوب في ملفات مشابهة في لبنان وسوريا وغزة.

وبيّن أن واشنطن تنظر إلى العراق حالياً بوصفه ساحة أساسية للضغط على إيران وتقليص نفوذها في المنطقة، خصوصاً بعد عودة الحديث عن العقوبات وتراجع الدور الإيراني الإقليمي، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية تريد أن تكون بصمتها واضحة في تشكيل الحكومة العراقية القادمة، بحيث تضمن “تمرير رؤيتها السياسية وعدم تمكين أصحاب السلاح من دخول الحكومة التنفيذية”.

وأضاف الأسعد أن الولايات المتحدة قد تتساهل مع وجود بعض القوى المسلحة في البرلمان، لكنها “لن تقبل بمشاركتها في الحكومة”، متوقعاً أن تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية بسيطة تقوم على توازنات محددة لتفادي نفوذ “السلاح السياسي”.

كما أشار إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي “سافانا” ليست مصادفة، فاختياره – بحسب الأسعد – “جاء لأنه يمتلك شبكة علاقات واسعة مع الأطراف العراقية، وقد سبق أن تعامل مع ملف إطلاق سراح رهائن إسرائيلية، ما يجعله مؤهلاً لإدارة ملفات معقدة”.

وفي تحليل أعمق، لفت الأسعد إلى أن تحركات المبعوث الأمريكي قد تمهّد لما وصفه بـ “رسم ملامح فدرالية جديدة للعراق”، موضحاً أن تراجع النفوذ الإيراني وازدياد الضغط الأمريكي على الفصائل المسلحة قد يفتح الباب أمام تفعيل مشاريع الفدرالية التي كانت معطّلة بفعل التوازنات الإقليمية السابقة.

وختم الأسعد حديثه بالقول إن واشنطن تسعى من خلال هذا التحرك إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي العراقي وضبط توازن القوى، بما ينسجم مع رؤيتها الإقليمية الجديدة بعد أحداث 7 أكتوبر، وبما يضمن – على حد تعبيره – “تحييد السلاح عن القرار السياسي في العراق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار