مرحلة جديدة.. تصاعد الضغوط الأمريكية على العراق بعد اتصال روبيو والسوداني

خاص|

شهدت العلاقة العراقية الأمريكية منعطفاً جديداً عقب الاتصال الهاتفي الذي جمع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برئيس الوزراء العراقي، والذي حمل رسائل سياسية وأمنية تعكس التوجهات الأميركية تجاه بغداد في المرحلة الراهنة.

الاتصال يأتي ضمن سلسلة خطوات تصعيدية اتخذتها واشنطن مؤخراً تجاه العراق، أبرزها بيان وزارة الخزانة الأميركية الذي تضمن فرض عقوبات على شخصيات وشركات عراقية بتهمة تهريب الأموال إلى إيران. تلتها خطوة ثانية تمثّلت في تعيين مبعوث أميركي خاص إلى العراق هو مارك سافيا، بدلاً من تعيين سفير، في إشارة أميركية لعدم بلوغ العلاقات بين البلدين مستوى الاستقرار الطبيعي.

وخلال الاتصال الهاتفي، شددت الإدارة الأميركية على ضرورة تقويض نفوذ المجاميع المسلحة التي تتهمها واشنطن بالارتباط بطهران، معتبرة أن وجودها يهدد أمن واستقرار العراق. وفي المقابل أكدت الولايات المتحدة التزامها بدعم العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً، انسجاماً مع بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

وبحسب رؤية الأكاديمي والباحث السياسي حسام ممدوح، فإن صانع القرار العراقي يقف اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما:

الاستمرار بالسياسات الحالية دون استجابة للضغوط الأميركية، بما يبقي على دور الفصائل وتحويل الأموال لإيران، وهو ما قد يدفع لفرض عقوبات إضافية قد تتطور نحو إجراءات أمنية داخل العراق، خاصة في ظل إدارة أميركية متشددة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

التجاوب المرحلي مع الضغوط الأميركية عبر إعادة هيكلة الفصائل ودمجها بالقوات النظامية، وتشديد رقابة الدولة على حركة الأموال خارج الحدود، بما يخفف التوتر ويجنب العراق مسار العقوبات.

وأوضح ممدوح أن الخيار الأنسب يكمن في إطلاق حوار وطني داخلي يضمن تهدئة الساحة العراقية وعدم استفزاز الولايات المتحدة، مع الحفاظ على سيادة العراق وعلاقاته المتوازنة، وخاصة في ظل وضع اقتصادي حساس يعتمد على موارد ريعية قد تتأثر مباشرة بأي عقوبات جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار