ثلاث مهام أساسية كبرى للمبعوث الأمريكي الخاص مارك سوفايا في بغداد !

بقلم/ علي أغوان
1- فك ارتباط النظام السياسي العراقي مع ايران بشكل رسمي وتحويل ملف العراق الى ملف مستقل في السياسة الخارجية الامريكية بعد ان كان ملف مدرج ويُناقش دائماً في ضوء التوجه الامريكي اتجاه ايران . حيث تتهم ادارة ترامب النظام في العراق انه يخدم المصالح الايرانية ويحتاج لتعديل في سلوكه لكي يتفق مع مصالح المنطقة ومصالح الشعب الامريكي ، هكذا تقول الرؤية الامريكية.
2- تقديم عرض اقتصادي شامل للقوى السياسية – صفقة سياسية واقتصادية – والتي ستقبل بفك ارتباطها مع ايران بشكل واضح للعمل مع الولايات المتحدة على استثمارات بعيدة المدى في قطاعات الطاقة بشكل عام ، وهذا ما المح اليه ترامب في شرم الشيخ قبل ايام حينما تحدث عن قطاع النفط الذي لايعرف العراق كيف يستخدمه . هناك عرض مشابه مقدم للبنان وحزب الله من قبل عوم براك .
3- الاخطر في كل المهمة للمبعوث هو بداية حوار جدي وتمهيد مباشر لتوسيع الاتفاقيات الابراهيمية ” وطرح مسار التطبيع” ربما بشكل رسمي هذه المرة !
هذا المبعوث لايمتلك حصانة دبلوماسية الا اذا قررت الحكومة العراقية منحه ذلك ، وجوده يأتي في ظل علاقاته الجيدة مع اقطاب حكومية عراقية كبرى وعلاقاته مع اقطاب في الدولة العميقة ، هو سيقدم عراض واضح خارج اطار الدبلوماسية وسيتحرك خارج اطر اتفاقية فينا 1961 . هو مبعوث الرئيس الامريكي الذي يؤمن بالصفقات والتسويات ، مهمته شبيهة بمهمة المبعوث توم براك الى سوريا ولبنان وستيف ويتكوف الى الشرق الاوسط وغزة واسرائيل .
هذه المهمة ستكون محددة ضمن مدى زمني واضح ومهام دقيقة ومباشرة ، فشل المبعوث الامريكي في هذه المهمة يعني اننا سنذهب نحو خيارات معقدة جداً وسنتعامل مع وجه امريكي مختلف هذه المرة .
هذه المهام الثلاث تأتي في ظل حاجة الولايات المتحدة لمبعوث خاص غير دبلوماسي يمتلك علاقات جيدة مع الداخل العراقي ويستطيع الحركة بانسيابية.
اسهم مارك سوفايا في اطلاق سراح الرهينة الروسية – الاسرائيلية اليزابث تسوركوف بعد احتجاز دام 903 يوم والتي كانت موجودة لدى كتائب حزب الله العراق،اسهم في اطلاق سراحها عبر جهود مكوكية ومفاوضات جرت عبر قنوات خلفية نجح فيها مؤخراً .
المبعوث سيأتي الى بغداد في ظل ظروف اقليمية معقدة اوحتمالية وقوع فعل عسكري اسرائيلي على لبنان في المرحلة القادمة .
هذا الفعل يحتاج لضبط نار وتحجيم الاشتباك الاقليمي عبر مبعوث خاص لكي يرسل رسالة مباشرة لاصدقاء ايران وحزب الله في العراق بان هذه المعركة ان وقعت ليس من الصحيح الاشتراك بها فهي ليست معركتكم .
اخيراً ، لماذا ارسلت الولايات المتحدة مبعوث خاص ولم ترسل سفيراً الى بغداد ؟
1- الولايات المتحدة لا تريد حالياً ترقية العلاقة الى مستوى تمثيل دبلوماسي كامل ومستقر لحين تفكيك بعض الملفات داخل العراق .
2- ارسال السفير يعني وجود ثقة واستقرار في العلاقة الثنائية، بينما المبعوث يُستخدم عندما تكون العلاقة ملتبسة او مؤقتة، او عندما تريد واشنطن ترك مساحة للمناورة السياسية دون التزامات رسمية وبروتوكولية كاملة.
3- المبعوث لا يخضع للبروتوكولات الدبلوماسية التقليدية، وبالتالي يمكنه التحرك بسرعة بين بغداد واربيل وواشنطن والعواصم الاقليمية اذا تطلب الامر .
4- واشنطن تراقب الوضع، لكنها ليست مستعدة لمنح شرعية كاملة للحكومة القادمة بعد الانتخابات بإرسال سفير ما لم تكن النتائج بعيدة عن ايران كسلوك والتزام ، لهذا تحتاج الادارة الامريكية لرؤية المخرجات الخاصة بالانتخابات ومراقبة سلوك القوى السياسية العراقية وطبيعة تعاطيها مع ايران .
5- بالمحصلة ، الولايات المتحدة ارسلت مبعوثاً خاصاً الى بغداد لانها لا تعتبر العراق حالياً شريكاً استراتيجياً مستقراً بقدر ما تعتبره ساحة تأثير متحركة تحتاج إلى ادارة دقيقة بوسائل غير تقليدية، لذا اختارت إرسال مبعوث خاص يمنحها مرونة سياسية دون التزامات دبلوماسية وقدرة على المناورة في بيئة اقليمية معقدة تشهد عملية تفكيك واعادة تركيب من جديد .
يجب ان لا ننسى او نغفل بان ايران هي الاخرى تمتلك مشروع وادوات ولن تكون مهمة مارك وردية في بغداد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار