نعناع: مواقف الصدر تُضعف حظوظ السوداني في الولاية الثانية

خاص|
أكد المحلل السياسي محمد نعناع أن مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأخيرة تمثل عامل ضغط واضح على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وتقلل من فرصه في الحصول على ولاية ثانية، إلا أنها في الوقت نفسه تعكس تراجعاً في الفعالية السياسية للصدر داخل المشهد العراقي.
وأوضح نعناع في حديث لـ“منصة جريدة” أن “العديد من القرارات السياسية اليوم تُتخذ خارج إرادة الصدر، الذي أصبح دوره يقتصر على الاعتراض دون أن يمتلك أدوات التأثير المباشر”، مشيراً إلى أن هذا الضعف يتجلى في ملفات داخلية وخارجية، فضلاً عن استمرار الفساد وغياب حصر السلاح بيد الدولة وتأخر إرسال جداول الموازنة، وهي قضايا يتحدث عنها الصدر، لكن القوى السياسية تستمر في تجاوزها ضمن تفاهمات داخلية.
وأضاف أن “شعارات الصدر الإصلاحية، مثل (كلا كلا للفساد، نعم نعم للإصلاح)، باتت تُستغل من قبل أطراف سياسية فاسدة من دون أن يمتلك الصدر القدرة على وقف هذا الاستغلال”، لافتاً إلى أن السوداني نفسه استخدم أحد شعاراته خلال مهرجان في كربلاء دون أن يواجه اعتراضاً فعلياً من التيار.
وبيّن نعناع أن بيانات الصدر الداعية إلى مقاطعة الانتخابات من قبل أتباعه تعكس “حالة من التشظي والتمرد داخل التيار”، وهو ما يضر بمشروع الصدر الإصلاحي القائم على فكرة إقصاء الطبقة السياسية الحالية وبناء واقع جديد.
وختم بالقول إن “مواقف الصدر الحالية تُراكم ابتعاد السوداني عن الولاية الثانية لكنها لا تُنهي الحلم تماماً”، مشيراً إلى أن “الأطراف السياسية الأخرى قد تتفاوض مع السوداني بعد الانتخابات لتحقيق مصالحها، فيبقى في موقعه ما دام الصدر بلا فعالية سياسية واجتماعية حقيقية تمكّنه من تحويل مواقفه إلى قرارات مؤثرة على أرض الواقع”.