الشرع لـ”جريدة”: سهل نينوى من أكثر المناطق تعقيداً في العراق.. وهذه الأسباب

خاص|
أكد الباحث السياسي أثير الشرع أن ملف سهل نينوى يعد من أكثر الملفات تعقيداً في العراق بعد عام 2003، نتيجة تداخل عوامل سياسية وأمنية واجتماعية وخدمية.
وقال الشرع في حديث لـ“منصة جريدة” إن “السبب الرئيسي لتعقيد هذا الملف يعود إلى استمرار المشكلة وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على حلها” مشيراً إلى أن المنطقة تتميز بتنوع قومي وديني كبير يضم مسيحيين، وشبك، وكاكايين، وإيزيديين، إلى جانب العرب والأكراد، ما يؤدي إلى تخوف بعض المكونات من التهميش أو الاندماج داخل مكون آخر”.
وأضاف أن “الصراع بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، خصوصاً فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها، ساهم في خلق حالة انقسام بين الأهالي وعطل اتخاذ القرارات المحلية”.
وأشار الشرع إلى أن “الفراغ الأمني بعد اجتياح تنظيم داعش للموصل وسهل نينوى في 2014 أدى إلى تهجير عشرات الآلاف من المسيحيين والإيزيديين، فيما ساهم تعدد الجهات المسلحة، مثل الحشد الشعبي ووحدات حماية سهل نينوى، في إرباك الاستقرار المحلي بسبب تضارب الصلاحيات”.
وتطرق إلى “ضعف الإرادة السياسية للحكومات المتعاقبة التي لم تضع ملف سهل نينوى ضمن أولوياتها”، مؤكداً أن “غياب خطة وطنية واضحة لإعادة الإعمار ساهم في تعقيد المشكلة أكثر”.
كما أشار الشرع إلى أن “التدخلات الإقليمية والدولية، التي تدعم بعض المكونات دون أخرى، أدت إلى زيادة التعقيد، إلى جانب ضعف الخدمات الأساسية وغياب مشاريع الإعمار التي تعيق عودة النازحين بشكل سريع، فضلاً عن الفساد الإداري الذي يمنع وصول الأموال المخصصة للإعمار إلى الأهالي”.
واختتم الباحث السياسي بالتأكيد على أن “الحلول تتطلب معالجة شاملة تشمل تسوية ملف النزاع بين بغداد وأربيل، وضمان إدارة محلية عادلة تمثل جميع المكونات، وتعزيز الأمن الموحد بعيداً عن تعدد القوى المسلحة، بالإضافة إلى توفير مشاريع إعمار وخدمات عامة لإعادة الثقة بالحياة الطبيعية في المنطقة”.



