مصطفى السراي: الطائفية السياسية تعمّق الانقسام وتعيد شبح داعش

خاص|
أكد الباحث والأكاديمي في العلوم السياسية مصطفى السراي، أن الخطاب الطائفي في العراق عاد إلى الواجهة قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني المقبل، بعد أن تحول منذ عام 2015 إلى أداة سياسية قائمة على “خطاب المظلومية”، خصوصاً لدى بعض القيادات السنية.
وبيّن السراي في حديث لـ“منصة جريدة” أن “مرحلة ما بعد 2014 شهدت تحولات في الخطاب السياسي، إذ اتجهت القوى الشيعية نحو تبني “الفضاء الوطني والهوية الوطنية” لمواجهة الانسداد السياسي ومخاطر تنظيم داعش، فيما برز جيل سني جديد يرى أن العودة إلى خطاب الطائفية يعيد للأذهان تجربة داعش التي قلبت موازين القوى وأثارت المخاوف الأمنية”.
وأضاف أن “هذه التحولات لم تستمر طويلاً، فمع انتخابات 2018 وما تلا الانتصار على داعش عام 2017، برزت حالة من عدم الثقة بين المكونات العراقية، حيث تمسكت القوى الشيعية بخطاب الدفاع عن الوطن والمكونات الأخرى بوصفه استحقاقاً دائماً، في حين استمرت القوى السنية بالتأكيد على خطاب المظلومية والإقصاء أما الأكراد فطرحوا خطاباً مشابهاً يتعلق بحقوق المكون”.
وأشار السراي إلى أن “أحداث احتجاجات 2019 وانتخابات 2021 أفرزت أجيالاً سياسية جديدة كسرت التوافقات السابقة، وأعادت النقاش مجدداً إلى “حقوق المكونات”، وهو ما أسهم في عودة الطائفية ولكن “بوجه سياسي جديد”، حسب تعبيره.
وحذر الباحث من أن الخطاب الطائفي الحالي يختلف عن الطائفية الدينية أو المجتمعية، إذ يقتصر هدفه على تحقيق مكاسب انتخابية وزيادة عدد المقاعد البرلمانية، داعياً إلى عدم الانجرار وراء هذا الخطاب الذي يعمّق الانقسامات ويعيد إنتاج الألم الذي عانى منه العراقيون لسنوات طويلة.