العد التنازلي للجحيم: هل نشهد أول مواجهة نووية محدودة في الشرق الأوسط؟

بقلم/ حسن العامري

وسط صمت ثقيل يلفّ الأجواء، وحركة طيران عسكري لم تهدأ منذ لحظة وقف إطلاق النار، تتصاعد مؤشرات الانفجار القادم بين إيران من جهة، والكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً من جهة أخرى. الصراع لم يُغلق ملفه، بل ازدادت حدّته في الخفاء، وأصبح أقرب من أي وقت مضى إلى تحول نوعي كارثي قد يغيّر ملامح الشرق الأوسط إلى الأبد.

لقد قلناها مراراً: التصريحات المتناقضة بعد الهدنة لم تكن تطمينات، بل تحذيرات مبطّنة لمرحلة أكثر خطورة. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة التأكيد على “ضرورة إنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل”، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم عند نسبة 3–5%، تعود تصريحات الرئيس الأمريكي لتزعم بأن الضربات التي نُفّذت سابقاً قد دمرت المفاعل النووي الإيراني تماماً، مما يكشف ارتباكاً واضحاً في الموقف الأمريكي، وقلقاً حقيقياً من العودة السريعة للبرنامج النووي الإيراني للعمل بكامل طاقته.

أما إيران، فتبدو أكثر ثقة من أي وقت مضى. فهي تؤكد أن مفاعلاتها لم تتأثر إلا جزئياً، وأن مشاريعها مستمرة، وأنها ترفض رفضاً قاطعاً شروط واشنطن المتعلقة بتفكيك منظومتها الصاروخية. بل وتعلن بصراحة أنها بصدد استخدام سلاح جديد كلياً لم يُستخدم من قبل، وتصفه بأنه “سيُحدث صدمة حقيقية في العمق الإسرائيلي”.

سلاح نووي… ولكن بنكهة جديدة

في تطور غير مسبوق وخطير، ألمحت إسرائيل إلى إمكانية استخدام رؤوس نووية “محدودة التأثير” في حال نشوب جولة جديدة من الحرب. هذا التهديد لم يعد مخفياً، بل بدأ يلوّح به قادة الاحتلال كخيار استراتيجي لـ”حسم الحرب سريعاً”، وهو ما فتح الباب أمام ردود إيرانية أكثر غموضاً وخطورة.

فقد أكدت تسريبات استخباراتية، تداولتها بعض المصادر الغربية، أن الصين قد زوّدت إيران برؤوس نووية محدودة التأثير، ضمن اتفاق استراتيجي سري في إطار التعاون العسكري والتقني المتنامي بين البلدين. وإذا صحّت هذه المعلومات، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة كلياً، قوامها توازن الرعب النووي الإقليمي، وفتح المجال لأول استخدام محتمل للسلاح النووي التكتيكي في تاريخ المنطقة.

مقاتلات تتجاوز الخطوط الحمراء

على صعيد آخر، دخلت مقاتلات صينية خارقة الخدمة لدى سلاح الجو الإيراني، بمدى عملياتي يصل إلى 2500 كيلومتر، ما يعني أنها قادرة على ضرب عمق فلسطين المحتلة دون الحاجة إلى قواعد خارجية. هذه الطائرات، التي تماثل قدرات “إف-35” الأمريكية، تضع إسرائيل تحت تهديد جوي مباشر، خصوصاً في ظل الفشل السابق لأنظمة القبة الحديدية والدفاعات الجوية في التصدي الكامل للصواريخ الإيرانية.

تسليح متسارع… وهدوء ما قبل العاصفة

في مقابل ذلك، لم تتوقف الطائرات الأمريكية عن نقل الأسلحة المتقدمة للكيان الإسرائيلي منذ لحظة وقف إطلاق النار. كما تقوم إيران، من جهتها، بشحن أسلحة صينية وروسية متنوعة إلى مواقع استراتيجية داخل إيران وخارجها، بالتوازي مع تحديث شامل لمنظومات الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار.

الكل يستعد… والكل يتسلّح… والكل يتحدث بلغة “الردع”، لكنها لغة لا تصمد طويلاً أمام أول طلقة.

المشهد الختامي… لم يُكتب بعد

هل نحن على أعتاب الحرب الكبرى التي تأخرت طويلاً؟
هل سنشهد أول استخدام للرؤوس النووية المحدودة في الشرق الأوسط؟
هل ستقف الصين وروسيا على الحياد؟
وهل الولايات المتحدة مستعدة لدخول مواجهة مفتوحة في توقيت عالمي حرج؟ وربما سيشهد العالم ارتفاع جنوني لأسعار النفط العالمي لأن إيران تعمل حاليا لزرع الخليج وبالخصوص مضيق هرمز بالغام بحريه متطورة وهذا مايهدد البواخر الناقله للنفط كون منطقة الخليج هي أكبر مصدر للطاقه النفطيه والغازيه ..

الأسئلة كثيرة، والمعلومات تتسارع، لكن ما هو واضح تماماً أن الجولة القادمة ستكون مختلفة كلياً: حرب بوجه نووي، وسلاح صادم، وتحالفات لم تعد سرية.

العد التنازلي للجحيم بدأ، والصمت المسيطر ليس سلاماً، بل انتظاراً لانفجار قد لا يترك شيئاً على حاله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار