السوشيال ميديا.. حرب الاستنزاف القادمة!؟

 

بقلم/ عمر الناصر

يبدو أن التافهين قد كسبوا المعركة لصالحهم بقرار دولي غير معلن، فتحولت مواقع السوشيال ميديا إلى نظام التفاهة العالمي. وربما تهكّمًا يمكن القول إنها ستتحول مستقبلًا إلى منظومة مؤسساتية توازي أنظمة التشغيل مثل IOS والأندرويد، لتكون منصة داعمة لصناعة الوهم والغزو الثقافي، وأداة لتفكيك منظومة الأخلاق المجتمعية في الدول التي ما زالت تتمسك بثوابتها.

مع تجاوز عدد مستخدمي مواقع التواصل حول العالم حاجز الـ5.42 مليار مستخدم في عام 2025، تواصل تلك المنصات التمدد والنفوذ بلا رقيب. وإن أمعنا النظر في كواليس وخفايا كثير من تلك المنصات، فسنجد أن الغرض من إنشائها لم يكن الترفيه أو الانفتاح أو التلاقي الثقافي كما يُروّج، بل هي بنوك رقمية ضخمة لجمع البيانات، ومصانع لتكديس الأمراض النفسية والعقد الاجتماعية.

تحولت تلك المنصات إلى ساحات للابتزاز، واستعراض الأجساد، وبث الكراهية، وتكريس التفاهة، حتى غدت تهديدًا مباشرًا لسلطة الدولة والمجتمع. وباتت أدوات يمكن توظيفها سياسيًا وأمنيًا لهدم الأنظمة من الداخل بلمسة زر، بدلًا من شن الحروب أو تمويل الانقلابات، تحت شعارات براقة مثل “تصدير الديمقراطية”.

المنصات اليوم تُستخدم بشكل شيطاني كميادين خفية لحروب ناعمة، وخوارزمياتها باتت سلاحًا يستهدف العقول قبل الأجساد. وهي تسعى لتحويل جيل من المولودين بين عامي 2000 و2010 إلى طاقات خاملة تروج لمحتوى هابط، وتبتعد عن الإنتاج والمعرفة، في مشهد يعزز ثقافة اللاجدوى والتفاهة.

في العراق، بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل أكثر من 31.95 مليون مستخدم، أي ما نسبته 69.4% من السكان. وهذه النسبة المرتفعة تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي والاجتماعي، وتتطلب تحركًا عاجلًا وسنّ قوانين صارمة للحد من التمدد المهدد للدولة، وتحقيق الردع قبل فوات الأوان.

خارج النص
بعض الدول استشعرت مبكرًا خطورة حرية استخدام المنصات الرقمية، فسارعت إلى فرض قيود وتشريعات وقائية، لدرء أنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية (Cyber Attack)، وتحصين أمنها الوطني من حرب الاستنزاف القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار