موازنة الحشد وتهريب الدولار.. تصريحات ساخنة جدًا للنائب عدنان الزرفي (تفريغ كامل)

معلومات لا تحليل

متابعات|

قال السياسي العراقي عدنان الزرفي، إن مواقفه الحادة ليست عدائية، وإنما تعكس رؤية واقعية لما يمر به العراق والمنطقة، مشيرًا إلى أن أي طرح مخالف هو تسطيح للواقع السياسي وتضليل للمجتمع العراقي والنخبة السياسية.

وذكر الزرفي خلال مشاركته في برنامج “من الأخير” مع الزميل حسام الحاج، وتابعته “منصة جريدة”، أنه لا يعتمد على التحليل السياسي، بل يستند إلى معلومات وبيانات دقيقة من مصادر أمنية وسياسية، مؤكدًا أن العراق وشعبه بكل مكوناته يعنيه بشكل مباشر.

الحشد الشعبي والدولة

أكد الزرفي أن فكرة “الحشد العقائدي” تمثل خطرًا على الدولة، حيث يؤدي احتكار دور البطولة للحشد الشعبي إلى إضعاف صورة الدولة أمام المجتمع الدولي، وأوضح أن وصف الحشد بأنه يحمي النظام السياسي يخلق “دولة صغيرة” داخل الدولة العراقية، على غرار نموذج ولاية الفقيه، مضيفًا أن العراق دولة اتحادية فدرالية وهويته دستورية، ولا يجوز التلاعب بتعريفاته لصالح جهات معينة.

وشدد على ضرورة أن تكون جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية خاضعة لتعريف واضح ومحدد، بحيث يتم التعامل معها وفق الأطر القانونية والمالية المناسبة، مشيرًا إلى أن الحشد الشعبي بحاجة إلى قيادة عسكرية واضحة ومنظمة، وليس إلى تشكيلات غير محددة الهيكل والمهام.

الفصائل المسلحة والضغوط الأمريكية

قال الزرفي إن واشنطن لن تستثني أي فصيل مسلح في المنطقة، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية صنّفت “أنصار الله” الحوثيين كمنظمة إرهابية، وأن العملية مستمرة لتشمل كل المجموعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن العقوبات الأمريكية لا تقتصر على الأفراد، بل تمتد إلى مصادر التمويل والممتلكات الاقتصادية لهذه الفصائل، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبلها، لافتًا إلى أن العراق يجب أن يتجاوز “فكرة العناد والتضحية غير الضرورية” لحماية موارده البشرية والعسكرية.

مستقبل العلاقة العراقية السورية

وأوضح الزرفي أن العراق لا يتعامل مع سوريا كدولة، بل يخضع لتهديدات الفصائل المسلحة، مما يجعل التعاطي الرسمي مع دمشق مترددًا. وأشار إلى أن العراق كان في الماضي حاضنة للمعارضة السورية، كما كانت سوريا حاضنة للمعارضة العراقية، معتبرًا أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى صراعات طويلة الأمد واستنزاف لموارد البلدين.

وأكد أن بعض ضباط الجيش السوري دخلوا العراق بعد سقوط نظام الأسد، وأن بعضهم لا يزال موجودًا تحت حماية حكومية.

موازنة الحشد الشعبي.. أين تذهب الأموال؟

قال الزرفي إن ميزانية الحشد الشعبي البالغة 3.5 تريليون دينار عراقي لا تخضع لرقابة مالية دقيقة، مشيرًا إلى أن هناك تقديرات بأن 70% من منتسبي الحشد مجهولو النشاط، وأن جزءًا من الميزانية قد يُستخدم لتمويل نشاطات غير شرعية داخل وخارج العراق.

وأوضح أن بعض التقارير الأمريكية تشير إلى أن هذه الميزانية قد تكون مصدرًا لتمويل عمليات عسكرية في سوريا ولبنان، ما يثير مخاوف دولية بشأن كيفية استخدام هذه الأموال.

قضية مطار النجف وملف إليزابيث تسوركوف

وكشف الزرفي أن عملية الإنزال الأمني في مطار النجف لم تكن مجرد إجراء أمني، بل كانت جزءًا من عملية حكومية لمنع تهريب الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف.

مخاطر الحرب الإقليمية وتصعيد نتنياهو

وأشار الزرفي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصعد خطابه السياسي بهدف الضغط على الولايات المتحدة والحصول على دعم إضافي، معتبرًا أن إسرائيل لا تواجه سبع جبهات كما يدعي نتنياهو، بل تسعى لتركيز المواجهة على إيران.

وأضاف أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة روسية لم تحقق تقدمًا واضحًا، محذرًا من أن فشل هذه المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري كبير في المنطقة، ستكون له تداعيات خطيرة على العراق.

تهريب الدولار والعقوبات الأمريكية

وأكد الزرفي أن العراق كان يبيع 300 مليون دولار يوميًا رغم احتياجه الفعلي لـ 30 إلى 40 مليون دولار فقط، مشيرًا إلى أن هذا الفارق الكبير يثير تساؤلات حول عمليات تهريب الدولار وتمويل إيران عبر النظام المالي العراقي.

وأوضح أن العقوبات الأمريكية على تهريب الدولار ليست مبالغة، بل تستند إلى أدلة حقيقية، وأن العراق ما زال يواجه تحديات في ضبط عملياته المالية والحد من التدفقات النقدية غير المشروعة.

الانسحاب الأمريكي والتحديات الأمنية

أشار الزرفي إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وسوريا سيترك فراغًا أمنيًا خطيرًا، مما قد يؤدي إلى تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية، لافتًا إلى أن العراق قد يضطر إلى تقديم تنازلات للحفاظ على الوجود الأمريكي لتجنب انهيار الأمن في بعض المناطق.

الزرفي: لم يعترض أحد على ترشحي 

نفى الزرفي أن يكون قد ترشح لرئاسة الوزراء بدعم من أحد، مؤكداً أن جميع القوى السياسية، بما فيها “سائرون”، كانت مؤيدة لترشيحه في البداية، لكن الاعتراضات بدأت لاحقًا بسبب مواقفه وتحركاته السياسية، مشيرًا إلى أن رفض ترشيحه جاء نتيجة ضغوط سياسية وليس لرفض ديني أو مرجعي.

تحالف سياسي مع الكاظمي.. تجربة لم تكتمل

وأكد الزرفي أنه كان بصدد تشكيل تحالف سياسي مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، لكن الكاظمي انسحب في اللحظات الأخيرة، معتبرًا أن من يريد أن يكون لاعبًا سياسيًا حقيقيًا يجب أن يبقى في الساحة السياسية ويطرح رؤيته باستمرار، لا أن يكتفي بالظهور وقت الانتخابات فقط.

علاقة العراق بإدارة ترامب وتأثيرها على السياسة الداخلية

أوضح الزرفي أن العراق يمتلك منافذ سياسية قوية مع إدارة ترامب، مشيرًا إلى أن السياسة الأمريكية الحالية تركز على تحجيم النفوذ الإيراني بشكل كامل، ما يفرض على العراق تحديات في كيفية التوازن بين واشنطن وطهران دون الدخول في صراعات إقليمية تؤثر على استقراره.

وختم الزرفي حديثه بالتأكيد على أن العراق بحاجة إلى رؤية استراتيجية واضحة في سياسته الخارجية، بدلًا من اتباع نهج ردود الأفعال، محذرًا من أن التباطؤ في اتخاذ القرارات قد يؤدي إلى أزمات أكثر تعقيدًا في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار