لا تهاني للشرع.. بغداد صامتة ودمشق تتغير فهل اقتربت القطيعة؟
ربما نخسر التنسيق الأمني

خاص|..
أكد رئيس مركز التفكير السياسي وأستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، إحسان الشمري، أن العلاقات بين بغداد ودمشق لم يتم ترتيبها رسميًا حتى الآن، حيث لم تُرسم وفق مذكرات تفاهم أو اتفاقات أو تفعيل التفاهمات السابقة في المجالين الأمني والاقتصادي.
وأضاف لـ“منصة جريدة” أن العراق وسوريا يفضلان تجميد العلاقة في الوقت الحالي، على أمل أن يذيب الزمن هذا الجمود، خاصة في ظل تباين المواقف وانعدام الثقة بين الطرفين”، مشيرًا إلى أن “الإدارة الجديدة في دمشق تنظر إلى العراق كحليف لإيران، في حين أن الفصائل التي قاتلت في سوريا تُشكّل جزءًا من الحكومة العراقية، مما يخلق ضغوطًا إضافية، إلى جانب ضغط طهران في هذا الاتجاه”.
وأوضح أن “الجمود الدبلوماسي الحالي بين العراق وسوريا قد يتطور إلى قطيعة، وهو ما ستكون له تداعيات كبيرة على البلدين، وليس على العراق فقط، حيث قد يخسر بغداد للمرة الأولى بلدًا عربيًا، كما أنه قد يُنظر إليه على أنه يتبنى دبلوماسية موازية تعكس سياسات طهران في التعاطي مع الوضع السوري”.
وأشار إلى أن “هذا الواقع قد يؤثر على صورة العراق إقليميًا، خاصة مع الاندفاع العربي نحو النظام الجديد في سوريا، مما قد يجعل بغداد في عزلة عن التوجه العربي والدولي الداعم للوضع الجديد، وهو ما قد لا يصب في مصلحته”.
ولفت إلى أن “العراق قد يخسر منفذًا اقتصاديًا مهمًا، حيث كانت العلاقات التجارية بين البلدين في أعلى مستوياتها، كما قد يفقد فرصة استخدام سوريا كمنصة لتصدير النفط عبر بانياس، إضافة إلى التأثير على التنسيق الأمني الذي يحتاجه العراق بشدة، خاصة مع تصاعد الحديث عن نشاط داعش في سوريا وانتقال عناصره إلى الأراضي العراقية”.
وختم بالقول إن “عدم تقديم التهنئة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء للنظام الجديد في سوريا قد يُفهم على أن العراق لا يريد التعاطي معه، أو أنه لا يثق في المعادلة الجديدة، مما يضع العلاقات بين البلدين في حالة من الحذر والترقب”.