زحامات رغم المجسّرات! بقلم سلام مكي

بقلم سلام مكي
لا أحد ينكر الجهود الحكومية المبذولة في معالجة المشكلة الأزلية التي تعاني منها شوارع بغداد وهي الزحامات الخانقة التي تسببت بمشاكل كبيرة للمواطنين، مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية حتى. رئيس مجلس الوزراء السوداني، أخذ على عاقته ومنذ الأيام الأولى لتوليه رئاسة الوزراء، العمل على معالجة تلك المشكلة، عبر إطلاقه مشاريع فك الاختناقات المرورية. وفعلا، تم مؤخرا افتتاح الكثير من المجسرات الحيوية والمهمة في عدد من مناطق العاصمة بغداد، والتي تشهد حركة مرورية مزدحمة على مدار الساعة، منها مجسرات عدن ودورة سيدية وقرطبة وغيرها من المجسرات التي تنتظر الافتتاح. ولعل المصادفة تكمن في أن موعد افتتاح جسر المصافي يوم 28/1/2025 شهد زحامات خانقة في بغداد، حيث نشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خارطة بشوارع بغداد المزدحمة، وشبه المتوقفة عن الحركة! وللأسف، كانت خارطة الشوارع المزدحمة كبيرة! وهذا ما يستدعي منا طرح السؤال الآتي: ما الذي تغير بعد افتتاح هذا الكم من المجسرات؟ لماذا لازال المواطن البغدادي يعاني من المشكلة، رغم أن الشوارع ما عادت كالسابق، فلا تقاطعات تقف عندها العجلات فترات طويلة، لأن الطرق أصبحت سالكة بسبب الجسور والمجسرات التي يفترض أنها ساهمت الى حد كبير بإنهاء ظاهرة الزحامات المرورية! لكن يبدو أن ما أنجز لحد الان لا يكفي للقضاء على ظاهرة اختناق شوارع بغداد! ماذا تحتاج بغداد لكي تجعل من الزحامات من الماضي؟ هل على المواطن أن ينتظر اكتمال كافة مشاريع المرحلة الأولى؟ أم عليه أن ينتظر اكتمال المرحلة الثانية أيضا؟ وهل سيضمن هذا المواطن انتهاء المشكلة بنهاية كافة المشاريع؟ أم أن الشوارع ستبقى تعاني؟ المواطن البسيط، ينفق في الشوارع ما لا ينفقه في الأسواق والمولات، حيث يبقى لساعات داخل سيارته، يعاني من ضغط الحاجة للوصول الى عمله أو بيته، ويعاني إنفاق كميات إضافية من الوقود للسيارات، ويعاني من الحالة النفسية التي يسببها له التوقف لساعات في الشارع! ويعاني من اضطراره الخروج من منزله قبل موعد عمله بساعتين حتى يضمن الوصول في الوقت المحدد! كل هذه الأزمات كنا نتوقع أن تكون من الماضي مع اعلان الجهات الحكومية أن مشاريع المرحلة الأولى من فك الاختناقات المروية توشك على الانتهاء، لكن للأسف الواقع يشير الى بقاء الحال على ما هو عليه!! نكرر ما قلناه في بداية المقال من أننا لا ننكر جهود السيد السوداني في إطلاق حزمة مشاريع فك الاختناقات المروية، وأن في عهده تم إنشاء الكثير من المجسرات الحيوية في بغداد، بعد عقود من الإهمال والتردي، لكن في نفس الوقت، لا يمكننا أن ننكر أن الزحامات لا زالت تتسيد شوارع بغداد!