إيقاف المنصة الإلكترونية.. هل يُنقذ الدولار أم يُشعل السوق الموازي؟
الاضطرابات في الأيام الأولى فقط
خاص|..
سلط الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، اليوم الثلاثاء، الضوء على قرار البنك المركزي العراقي إيقاف التعامل بالمنصة الإلكترونية الخاصة بتحويلات الدولار إلى الخارج، مشيراً إلى أن “هذا القرار يأتي في سياق تنظيم عمليات التحويلات المالية وتعزيز العلاقات مع المصارف الأمريكية بما يضمن شفافية أكبر”.
وأضاف المشهداني خلال حديثه لـ”جريدة”، أن “البنك المركزي كان يعمل في السابق على تعزيز أرصدة المصارف لتلبية متطلبات التجارة الخارجية، ولكن تقارير الفيدرالي الأمريكي والخزانة الأمريكية كشفت عن وجود عمليات تحويل غير مدققة، وهو ما أدى إلى تهريب الأموال وتمويل الإرهاب”.
وأوضح أن “التقارير أظهرت تحويل أحد المصارف نحو ستة مليارات دولار خلال ستة أشهر، وهو رقم يفوق بشكل كبير حجم الاستيراد الفعلي للعراق وفقاً للبيانات الصادرة عن الجهات الحكومية ومراكز التجارة الدولية”.
اقرأ/ي أيضًا: سوق الدولار على “رجلٍ واحدة”.. آلية جديدة وسعر الصرف مهدد!
وأشار المشهداني إلى أن “البنك المركزي لجأ إلى المنصة الإلكترونية لتدقيق التحويلات، بالتعاون مع الخزانة والمصارف الأمريكية، مما أدى إلى خفض عمليات التحويل غير المشروعة، لكنه أيضاً أثر على استقرار سعر الصرف بالسوق الموازي بسبب اعتماد التجار على هذه السوق لتمويل عملياتهم مع الدول المعاقبة”.
وأكد أن “البنك المركزي أتاح للمصارف المحلية منذ سنوات تكوين شراكات مع مصارف أمريكية لتسهيل عمليات التحويل، والآن تواصل المصارف التي لديها شراكات مع مصارف مراسلة، مثل سيتي بنك، عملياتها وفق الآلية الجديدة”، مضيفاً أن “القرار لا يعني توقف التحويلات، بل تنظيمها، مع إمكانية استخدام عملات بديلة كالليرة التركية واليورو واليوان الصيني والدرهم الإماراتي”.
واختتم المشهداني حديثه بالإشارة إلى أن “التأثير السلبي للقرار على سعر الصرف في السوق الموازي قد يكون مؤقتاً، ومن المتوقع أن تتضح الصورة خلال الأيام المقبلة”.