أبو رغيف: لا إصلاح من رحم الطبقة السياسية.. والصدري هو الجمهور الوحيد

متابعات
أكد الباحث والمفكر الإسلامي رحيم أبو رغيف أن الإصلاح لا يمكن أن ينبثق من رحم الطبقة السياسية الحالية، مشدداً على أن العديد من الفاعلين السياسيين يعيشون “وهم التفوق” ويستغلون مناسبات دينية كعاشوراء لخداع الناس أو تعزيز حضورهم السياسي.
وقال أبو رغيف خلال مشاركته في برنامج الثامنة الذي يقدمه الزميل أحمد الطيب، وتابعته “منصة جريدة” إن “من حق الجميع إقامة مجالس العزاء، لكن لا ينبغي استغلالها لخداع الجمهور أو تضليل الوعي الجمعي”، محذراً من أن الاقتراب من “القطيع” السياسي والاجتماعي غالباً ما يعني التنازل عن الوعي والعقل النقدي.
وأشار إلى أن الطبقة السياسية لم تقدّم مشروعاً واحداً للدولة خلال العشرين عاماً الماضية، معتبراً أن هناك انهياراً أخلاقياً في بعض جوانب هذه الطبقة، ومؤكداً أن المجتمع العراقي بحاجة إلى مراجعات دورية حقيقية تهدف إلى الإصلاح، لا إلى التكرار وإعادة إنتاج الخطابات نفسها.
وحول التيار الصدري، قال أبو رغيف إن “لا جمهور حقيقي للقوى السياسية سوى التيار الصدري”، مشيراً إلى أن قرار انسحاب التيار من الانتخابات “ليس وليد اللحظة بل امتداد لانسحاب 2021، ويتماهى مع رؤية المرجعية الدينية التي شددت على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة”.
وأكد أن السيد مقتدى الصدر لا يُعد رجل سياسة تقليدي، وأن تواصله مع المرجعية الدينية “أمر طبيعي في سياق السعي نحو الإصلاح”.
ورغم انتقاده العام للمشهد السياسي، أقرّ أبو رغيف بأن الحكومة الحالية قدمت بعض المنجزات ولا يمكن إنكارها، مضيفاً أن أداءها “يحظى بقدر من المقبولية لدى الشارع”.
وتناول أبو رغيف ظاهرة توظيف المظلومية في الخطاب السياسي، قائلاً إن الحديث عن “مظلومية الشيعة” عبر التاريخ حقيقي، لكن تحويلها إلى مادة سياسية لكسب التعاطف مرفوض. وأضاف: “لا مشروع دولة حتى اليوم، بل مشاريع لترويج المظلومية وجني الأرباح السياسية من ورائها”.
وفي ما يخص النخب المدنية، قال أبو رغيف إن “الكثير من النخب تعيش حالة من الحلم والانفصال عن واقع المجتمع”، لافتاً إلى أن المجتمع المدني لا يعني الساعات الفارهة والمقاهي، بل هو الالتزام بمبادئ الحريات العامة وبناء وعي جماعي يحترم الفضاء العام.
وختم أبو رغيف بالقول: “المؤسسة الدينية، والدولة، والمثقفون، جميعهم مسؤولون عن إنتاج الوعي وتوجيهه، لكن ما نراه اليوم هو أن السبّ والشتم تحوّل إلى جزء من أدبيات المنظومة السياسية، في حين نضب العقل الجمعي عن تقديم أي مشروع مدني حقيقي”.