محسن المندلاوي.. عامٌ من القيادة الحكيمة والعطاء والإنجاز

بقلم د.بتول موفق|..

في عامٍ مليء بالتحديات السياسية والاجتماعية، استطاع السيد محسن المندلاوي، أن يقود فيه المؤسسة التشريعية قيادة حكيمة ورصينة، حيث لم يقتصر دوره على إدارة الجلسات، بل كان أباً روحياً لأعضاء المجلس كافة، يجمعهم على كلمة واحدة ويعزز فيهم روح التعاون، واضعاً مصلحة العراق وشعبه فوق كل اعتبار.

شهدت فترة رئاسة المندلاوي إقرار عدد من القوانين التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتلبية احتياجات المواطن العراقي، وكان من بين هذه القوانين المهمة قانون العطل الرسمية الذي يهدف إلى تنظيم العطل بما يتناسب مع مصالح الوطن والمواطن، وقانون ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يقدم دعماً مهماً لهذه الشريحة، من خلال توفير حقوق وامتيازات تساعدهم على الاندماج والمشاركة الفاعلة في المجتمع، كما تم إقرار قانون مكافحة البغاء في إطار تعزيز القيم المجتمعية وحماية الأخلاق العامة، بالإضافة إلى قانون جهاز الأمن الوطني الذي يعزز من كفاءة هذا الجهاز الأمني ويمنحه الصلاحيات الضرورية لتعزيز الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى عدة قوانين أخرى ذات مساس بمصلحة المواطن والدولة.

وفي الوقت ذاته، حرص المندلاوي رغم كل الظروف على استكمال مشاريع قوانين حيوية، من بينها قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي وقانون الأحوال الشخصية وقانون العفو العام، وعمل على استكمالها واصبحت جاهزة للتصويت بعد اشهر من الحوارات السياسية والقانونية لإنضاجها، نظراً لأهميتها ودورها في تحقيق العدالة وتلبية تطلعات المجتمع.

وعلى الصعيد الدولي، برز دور المندلاوي في تعزيز الحضور البرلماني العراقي عبر الدبلوماسية البرلمانية المتميزة والشجاعة، حيث حمل صوت العراق إلى المحافل البرلمانية الدولية مؤكداً موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وداعياً عبر منبر اتحاد البرلمانات العربية الذي اصبح رئيسا له في العديد من المناسبات والقمم البرلمانية العربية والإسلامية إلى تشكيل لجنة دائمة لتنسيق المواقف والعمل المشترك، بحيث تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل البرلماني الدولي، مؤكداً على أن العراق سيظل داعماً لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

التزم المندلاوي طوال فترة رئاسته بإدارة جلسات مجلس النواب بكل مهنية ونزاهة وموضوعية إلى آخر جلسة اختصت بانتخاب رئيس جديد للمجلس بكل مهنية، مؤدياً دوره بحرص وأمانة لضمان انتقال سلس لقيادة المؤسسة، وتسليم الراية لخلفه بعد عام من العمل الوطني المخلص.

لقد كان هذا العام شاهداً على بصمة عطاء وإنجاز مميزة، ومثالاً يُحتذى به في أداء الأمانة وخدمة الوطن، ليظل اسم السيد المندلاوي محفوراً في تاريخ العراق السياسي والتشريعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار