القلب يعشق كل جميل

بقلم الدكتور فلاح جنزيل الساعدي|..

منذ نصف قرن وحتى الآن ، كلما استمع إلى رائعة ام كلثوم وبيرم التونسي القلب يعشق كل جميل وخصوصاً في المقطع ؛

كنت أبتعد عنه
وكان يناديني ويقول مصيرك يوم
تخضع لي وتجي لي
طاوعني يا عبدي طاوعني أنا وحدي
ما لك حبيب غيري، قبلي ولا بعدي

ولمقدمتها الموسيقية الساحرة لرياض السنباطي …… إلى الآن أشعر أنها جزء من التراث الشيعي الخاص بطقوس الزيارات ، ذلك لأننا مذ كنا صغاراً وفي مطلع السبعينات وأثناء رحلتنا مع والدينا رحمهما الله و رحم والديكم لأداء الزيارة وفي باص المرسيدس الخشبي ( دگ النجف ) ، كان السائق في كل مرة وقبل الوصول إلى مداخل كربلاء أو النجف وحينما تلوح في الأفق منارات أئمة آل البيت كان يحرص على تشغيل كاسيت تلك الأغنية حتى أصبحت أظن أنها جزء من طقوس أداء الزيارة لأنها استمرّت معي طوال دراستي الابتدائية والمتوسطة.

الذي أثار تلك الذكريات البريئة النقية أنني ومنذ عدة أشهر اسمع و أرى تركيزاً إعلامياً احترافياً ممنهجاً وعلى جميع القنوات الفضائية لترسيخ مفردة مكونات في مسامع وعقول وأذهان العراقيين وعلى ألسن الغالبية العظمى ممن دخلوا العملية السياسية لما بعد الاحتلال من دون مراعاة واحترام لمشاعر الوطنيين الذين لا يرون في أنفسهم سوى انهم عراقيون وأن تلك المفردة * القبيحة * قد جاء بها المحتل مثلما جاء بها من قبل في كل مرحلة احتلالية لأرض العراق منذ قرون لديمومة بقاءه.

و ربّ سائل يسأل ، ماذا تعني مفردة المكون الشيعي ، هل المراد بها صيغة مجتمعية لشيعة علي أم انها صيغة دينية مذهبية لاتباع الإمام جعفر الصادق مثلما يسأل سائل عن المراد بالمكون السني ان كان المقصود بها صيغة مجتمعية تنتهج سنة رسول الله أم انها دلالة لمن يتبع نهج الخلفاء أبا بكر وعمر أم انها تمثل صيغة مذهبية للإمام ابي حنيفة !!

هل من داعية يدعو إلى فكرٍ لا يجزأ الشعب على أساس مناطقي ولا يجزأ الناس على أساس عشائري متعصب ولا الوطن على أساس قومي ولا الدين على أساس طائفي سياسي .. ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار