ما الهدف من ضربة بابل؟ ولماذا تتهم الفصائل العراقية أميركا وتتجنب إسرائيل؟
خاص|..
رجح الباحث الاستراتيجي، رمضان البدران، يوم السبت، أن “انفجار” قاعدة كالسو في بابل هو نتيجة ضربة إسرائيلية، وهي عملية استدراج لإيران والفصائل التابعة لها للرد على إسرائيل فيما تحاول الأخيرة توظيف تعهدات القوى الدولية لحمايتها، أما تحميل الفصائل أميركا والتحالف الدولي مسؤولية الضربة فهي لتقليل فاتورة اللوم عليها بأنها جابت لنفسها وللعراق مشكلة وإحراج.
وقال البدران لـ”جريدة“، إنه “بناءً على شكل الضربة في بابل فهي على الأرجح إسرائيلية، ومحاولة الفصائل اتهام أميركا وراءها لأنه أسهل عليها من إسرائيل، ففي حال قالت إن إسرائيل وراء الضربة يعني هذا أنها تتحمل فاتورة اللوم، لأنها تفخر بمهاجمة إسرائيل والهجوم العكسي يحوّل منجز الفخر بمهاجمة إسرائيل إلى خانة اللوم، بأنها جابت لنفسها وللعراق مشكلة وإحراج، لذلك اتهام أميركا بالضربة يقلل فاتورة اللوم ويضع الحادث ضمن استراجيتها بإخراج القوات الأميركية من المنطقة التي بدأت بعد عملية المطار”.
وأوضح، أن “إسرائيل لن تعلن مسؤوليتها عن الحادث في بابل كما فعلت في حادث أصفهان، حيث إن الاستراتيجية الإسرائيلية هي فتح حرب موازية أو مكملة لحرب غزة هدفها إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً في دول ما يسمى دول المقاومة أو التي يتواجد فيها محور المقاومة (العراق، سوريا، لبنان، اليمن)، كما أن الضربة الاستفزازية تمت بالصواريخ وليس بمسيّرات ولا بطائرات يمكن كشفها، وأن المسار بين بابل وإسرائيل أقرب من قواعد قوات التحالف في المناطق الشمالية”.
ورأى، أن “إسرائيل بدأت بالضربات ولن تنتهي منها، وستحاول استفزاز الفصائل وإيران للرد، وكلما حاولوا الرد عليها سوف تحاول إسرائيل توظيف الحماية الدولية لحمايتها وبالتالي يوقع هذه القوى في صِدام مع التحالف الدولي وأميركا، فهي عملية استدراج لصِدام مع القوى الدولية المتعهدة بحماية إسرائيل، في ظل وجود تناغم وتحرك دولي بمشاركة بريطانيا وفرنسا والدول والأوروبية مع هذا الموضوع، لذلك من المتوقع حصول تصعيد للضغط على إيران والفصائل التابعة لها لتنقية أجواء المنطقة من الاستراتيجية الإيرانية في خلق التوترات”.
“أما أميركا فهي حاسمة موقفها من الفصائل، فهي تعتبر الفصائل نداً أو كياناً سلبياً ضدها وضد إسرائيل، ورفضت اعطاء الفيزا لبعض الشخصيات السياسية التابعة للفصائل للمشاركة ضمن الوفد الذي يزور واشنطن حالياً برئاسة السوداني، ما يدلل على عدم المجاملة مع الفصائل لا حالياً ولا مستقبلاً”، يقول البدران.
وتوقع، أنه “بعد حرب غزة سوف تحصل حملة لتقزيم إيران واحتوائها، وهي مستدرجة لدخول حرب كما حصل في السابق مع صدام في حرب الكويت، وسط تشجيع وتأييد إقليمي ودولي لهذا التوجه، حيث إن تهدئة منطقة الشرق الأوسط هدف مهم ليتاح لهذه المنطقة الانطلاق خاصة وأن فيها بؤر انطلاق كبيرة، والا فإن الصين سوف تجتاحها وأميركا لن تسمح بذلك”.
وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت اليوم السبت المعطيات الأولية لحادثة انفجار قاعدة كالسو في بابل، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي نشاط جوي في عموم المحافظة قبل وأثناء الانفجار.
وقالت الخلية في بيان لها إنه “في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، حدث انفجار وحريق داخل معسكر كالسو شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى الى استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة 8 آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي، بجروح متوسطة وطفيفة”.
وأشار البيان إلى أن عناصر الدفاع المدني والجهات الساندة “منعت امتداد الحريق لمسافات أبعد وتمكنت من السيطرة عليه بوقت قياسي”.
وأوضح بيان الإعلام الأمني إنه “من خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران الى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل، فيما أكد تقرير قيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار”.
وحسب البيان، فقد “تم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث”.