“فضائح” تضرب المؤسسة العسكرية وخبـراء: يجب محاسبة الضباط “المبتذلين”

خاص|..

علّق الخبير الأمني، عماد علو، اليوم الخميس، بشأن ما أعلنه الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، عن كشف تورط عدد من الضباط بـ”الابتزاز” داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، وبينما أوضح أسباب بروز هذه الظواهر السلبية، قدم معالجات ناجعة لها لإعادة الضبط لهاتين المؤسستين.

وقال علو في تصريح خص به ”جريدة“، إن “البيان الذي صدر من الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول كان بياناً غامضاً ولم يؤشر أعداد أو مناصب أو أسماء أو رتب الذين تورطوا في هذه المسألة التي تنال من سمعة المؤسستين العسكرية والأمنية، لكن هذه الظاهرة ليست غريبة، إذ قبل أشهر شاهد الجميع تسريب فلم بين ضباط تبادلوا الإهانة وتم طردهم من المؤسسة العسكرية، إلى جانب أفلام وصور تظهر ضباطاً بملابسهم العسكرية في أوضاع وسلوكيات مخجلة، لا تؤشر أن هناك التزاماً أو وعياً بالضبط العسكري أو احترام للرتبة العسكرية أو السياقات التي تعارف عليها الجيش العراقي منذ تأسيسه عام 1921”.

وأوضح، أن “هذا كله يرجع إلى وجود خلل في الهيكل التنظيمي وبنية المؤسسة العسكرية العراقية الحالية التي كانت بإشراف الولايات المتحدة الأميركية نهاية عام 2003 وعام 2004 ومستمر لحد الآن، وهذا الخلل البنيوي يتمثل بترهل الرتب وأسلوب القيادة والسيطرة والمحاصصة الطائفية والفساد والمالي والإداري، وهذه جميعها مؤشرة في دراسات وتقارير وملاحظات لباحثين عراقيين وأجانب ومن مراكز بحثية عديدة، لكن لم تكن هناك استجابة حقيقية لها”.

وأضاف، “كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعكس ما يجري داخل المؤسسة العسكرية والإعلام الذي ينفتح على شخصيات غير مصرّح بها بالتصريح سواء أمنية أو ما يتعلق بالعمل داخل المؤسستين العسكرية والأمنية من الداخل، فهذا أيضاً كان له مردود سلبي على أسلوب العمل في داخل المؤسستين، وأدت كل هذه المظاهر والعوامل إلى إفراز مثل هذه الممارسات والظواهر السلبية التي تنال من هيبة واحترام الشارع العراقي للمؤسستين العسكرية والأمنية التي لطالما اعتز بهما”.

وأكد الخبير الأمني، على ضرورة “المراجعة الجادة لأسلوب العمل وتراتبية منظومة القيادة والسيطرة وتطوير منظومة إعداد الضباط والقادة سواء على المستوى العملياتي أو التعبوي، وإعادة النظر بالتدخلات العشائرية والسياسية في المؤسستين، فهذه الأمور ضرورية لإعادة الضبط للمؤسستين والالتزام بالضوابط والسياقات العسكرية والأمنية المتعارف عليها في العالم أجمع”.

وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أعلن أمس الأربعاء، إحالة عدد من الضباط إلى دائرة “الإمرة” بوزارة الدفاع، حيث كشف عن تورطهم بـ”الابتزاز” داخل المؤسسة الأمنية.

وقال اللواء يحيى رسول في بيان له إنه “حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، ومن خلال المتابعة الدقيقة لأي عمل يمس سمعة المؤسسة العسكرية والأمنية، وبعد تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وزير الداخلية وعضوية رئيس جهاز الأمن الوطني والمفتش العسكري لوزارة الدفاع، فقد توصلت التحقيقات إلى تحديد عناصر شبكة داخل المؤسسة تعمل على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (صفحات بأسماء مستعارة) لابتزاز المؤسسة الأمنية والإساءة إلى رموزها، فضلا عن ابتزاز الضباط والمنتسبين ومساومتهم”.

وأردف: “قررت اللجنة إحالة الضباط المتورطين بهذا الفعل غير القانوني إلى الإمرة، واستمرار الإجراءات القانونية اللازمة وإكمال التحقيقات بحقهم”.

ودعا المتحدث ذاته جميع العاملين في المفاصل والتشكيلات العسكرية والأمنية إلى “الابتعاد عن هكذا أفعال تسيء إلى العمل في هذه المؤسسات العريقة، وإلى تاريخهم وعوائلهم، وعدم الانجرار إلى تصرفات وأفعال بعيدة كل البعد عن جوهر عمل القوات الأمنية وواجباتها التي أوكلت إليها”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار