ما يحصل ليس سوى البداية.. مرحلةٌ جديدة شاملة على أرض العراق

خاص|..

ترى الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، هبة الفدعم، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى تصعيد الصراع مع إيران أبداً، ولن تلجأ الأخيرة إلى استفزاز الولايات المتحدة أكثر مما فعلته سابقاً، وبينما بينت أن حكومة السوداني تحاول جاهدة إرضاء جميع الأطراف الدولية والإقليمية وتسعى في الوقت نفسه إلى إرضاء الفصائل من خلال عدم ردعها، مرجحة أن ما يحصل ليس سوى بداية لمرحلة جديدة شاملة مقبلة على المنطقة العربية في الشرق الأوسط، والتي سيكون فيها العراق أرضاً لتصفية حسابات وتطبيق لأجندات ومشاريع سياسية إقليمية ودولية.

وتقول الفدعم لـ”جريدة“، إن “الولايات المتحدة لن تلجأ إلى تصعيد الصراع مع إيران أبداً، ولن تلجأ إيران إلى استفزاز الولايات المتحدة أكثر مما فعلته سابقاً، وإذا ما قررت الولايات المتحدة المضي قدماً في هجومها على أذرع إيران ووكلائها، فهذا لن يتعدى الهجوم على مواقع الفصائل والجماعات المسلحة في العراق وسوريا، لا غير”.

وتوضح، أن “أميركا لم ولن تقُدم على ضرب العمق الإيراني أبداً، ولن تدخل ايران في مواجهة حتمية مع أميركا أكثر مما فعلته سابقاً ، تأييداً لما تم ذكره فأن الولايات المتحدة الأميركية أخطرت إيران بموعد الهجمات او باحتمالية وقوع هجمات على مقرات تابعة لوكلاء إيران في العراق وسوريا، والذي كان رداً على ما قامت به الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران من هجوم أخير أودى بحياة ثلاثة أميركيين، وهذا يلفت الانتباه إلى أن هجمات أميركا لم تكن تصعيداً وإنما رداُ على هجوم سابق”.

وتبين، أن “المناوشات التي تحدث بين الطرفين بالإضافة لكونها رسائل غير مباشرة مستخدمة أرض العراق فيها، وفي الوقت نفسه لعبت دوراً كبيراً بجذب انتباه الشارع العربي والعالم وتحويل انتباهه ومساره عما يحدث الآن في غزة بين إسرائيل وحماس، لذلك فأن الحرب الآن اتسعت رقعتها مع الهجمات الأخيرة لتخرج عن نطاق غزة وإسرائيل وتشمل إيران ووكلائها”.

وتشير الفدعم، إلى أن “إيران وأميركا ستحاول كلاً منها السيطرة على سقف الاحتمالات بانتشار هذه الحرب بشكل عنيف وبقائها محصورة بين إيران ووكلائها وفي مناطق محددة أيضاً، في الوقت نفسه ستمضي إيران قدماً بتعزيز وجودها ومد أذرعها بكل مناطق الشرق الأوسط، والمحطة المقبلة هي السودان، إذا ما تمكنت إيران من مد نفوذها كما فعلت مع اليمن ستكون إيران أحكمت قبضتها على كل المنطقة العربية في الشرق الأوسط، ابتداءً من العراق وانتهاءً بالسودان”.

وعن موقف الولايات المتحدة من حكومة السوداني، تقول الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، إن “حكومة السوداني تحاول جاهدة إرضاء جميع الأطراف الدولية والإقليمية باستثناء إرضاء الشارع العراقي، يتمثل ذلك بالتعاون والشراكة العسكرية بين أميركا والحكومة، وهذا ما أعلنت عنه مرات كثيرة سفيرة الولايات المتحدة في بغداد على منصة (إكس)، حيث أعربت مرات كثيرة عن المشاركة الإيجابية بين بغداد وواشنطن على الصعيد العسكري كرسالة من السفيرة لوكلاء إيران وللأصوات الداخلية الداعية بخروج كامل للوجود الأميركي والدولي من العراق وبشكل كامل”.

من جانب آخر، تسعى حكومة السوداني، وفق الفدعم، إلى “إرضاء الفصائل والجماعات المسلحة من خلال عدم ردعها، واتخاذ مواقف جادة وحازمة للحد من سيطرة هذه الجماعات المسلحة على مفاصل الدولة بشكل عميق، وهذا إذا ما دل فأنه يشير إلى ضعف الحكومة في الحد من التدخلات الدولية والإقليمية”.

وترى الفدعم في ختام حديثها، أن “هذه ليست سوى بداية لمرحلة جديدة شاملة مقبلة على المنطقة العربية في الشرق الأوسط، والتي وللأسف سيكون فيها العراق أرضاً لتصفية حسابات وتطبيق لأجندات ومشاريع سياسية إقليمية ودولية، العراق لن يكون لاعباً هذه المرة وإنما سيكون الأرض المفتوحة التي يدار عليها الصراع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار