هشاشة الاقتصاد العراقي في إرتفاع “خطير”.. والسياسة النقدية في قلب العاصفة!
خاص|..
أكد الخبير الاقتصادي، أحمد صدام، يوم السبت، أن واقع الاقتصاد العراقي لا يزال يعاني الهشاشة في ظل حالة عدم ثقة المواطنين بأداء السياسة النقدية والبنك المركزي، مقترحاً مجموعة عوامل قد تحسن من مستوى النظام النقدي تدريجياً في المستقبل.
وقال صدام لـ”جريدة“، إن “مستوى أداء البنك المركزي يرتبط بمستوى الأداء الاقتصادي ككل، وأن هشاشة الاقتصاد العراقي ارتفعت إلى 99 من أصل 120 نقطة، بعد أن كانت قبل 3 سنوات 97 من 120 نقطة، بمعنى لا يوجد تحسن في واقع الاقتصاد العراقي”.
وأضاف، “ومن غير الممكن أن يتحسن مستوى أداء السياسة النقدية والبنك المركزي إذا لم يتحسن بمستوى الأداء الاقتصادي ككل، لأن الأخير هو الذي يولد الثقة لتوجه المواطنين نحو المصارف وفتح حسابات وخلق حالة من الاستقرار”.
وأوضح، أن “البنك المركزي يسيطر على 10 بالمائة فقط من النظام النقدي – في حال أخذ الكتلة النقدية بالعراق – وبما أن سيطرته ضعيفة يكون أداءه ضعيفاً، وفي هذه الحالة حتى أدوات البنك المركزي عند رفع سعر الفائدة لن يحصل إيداعاً لأنه لا توجد ثقة”.
وتابع، “لذلك حتى في حال اتخذ البنك المركزي قرارات – رغم أن الإجراءات التي اتخذها نظرياً كانت صحيحة – إلا إن المشكلة في الهشاشة الموجودة والارباك الكبير وحالة عدم الثقة”.
وأشار إلى أنه “لا يوجد في العراق سوى 15 مليون حساب مصرفي، وعند أخذ عدد الموظفين والمتقاعدين الذين يتقاضون رواتب من الدولة فإن 10 ملايين هم مجبرون على فتح حسابات مصرفية، و5 ملايين فقط هي حسابات مصرفية للقطاع الخاص”.
وأكمل، ان “البنك المركزي يسعى حالياً إلى رفع الحسابات لتصل إلى 25 مليون حساب مصرفي، لزيادة الإيداعات، وهذا لن يتحقق بسهولة، لذلك سيبقى الأداء المصرفي ضعيفاً”.
وأردف، “وهذا يؤكد الحاجة إلى نظام مصرفي كامل وهذا لن يتحقق بالمدى القصير بل يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي لن يستقر سعر صرف الدولار، كما يتطلب الأمر إصلاحاً هيكلياً بالقطاعات الأساسية بالصناعة والزراعة، وهذه في حال إصلاحها فإنه تدريجياً يمكن استقرار سعر الصرف بحكم توفر إنتاج محلي ويقل الطلب على العملة الأجنبية ويقل تسرب الدولار إلى الخارج وارتفاع دفع فاتورة الاستثمارات في الداخل”.
وبيّن، أن “كل هذه العوامل يمكن أن تحسن من مستوى النظام النقدي وتطبيق سياسة البنك المركزي تدريجياً في المستقبل، وعدا ذلك سيبقى الوضع على المستوى الحالي”.