خبير استراتيجي: إيران لا تريد إخراج القوات الأميركية من العراق

متابعات|..

قال المتخصص في الاستراتيجية والأمن الوطني، فراس إلياس، إن إيران لا تريد إخراج التحالف الدولي أو القوات الأميركية من العراق.

وذكر إلياس في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، أنه “بالنظر للظروف التي ساهمت بخروج القوات الأميركية من البلاد عام 2011، فإنه في ذلك الوقت لم يستطيع أي مسؤول رسمي عراقي وتحديداً من المقربين من إيران، أن يجاهر علناً بطلب بقاء القوات الأميركية في العراق، كما يفعل السوداني أو بعض قوى الإطار اليوم، وهذا يعكس من جهة أخرى عدم وجود قرار إيراني حاسم في هذا الموضوع”.

وأوضح، أنه “في عام 2008 اضطر رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي أن يسافر إلى طهران وإقناع المرشد الإيراني علي خامنئي بأن الإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة ستضمن أمن إيران، وإنه ليس بوارد التوقيع على اتفاقية تهدد الأمن القومي الإيراني، وهو ما دفع إيران للقبول بتوقيع الاتفاق”.

وأضاف، أن “الظروف نفسها تفرض على إيران اليوم، فرغم إن دور التحالف الدولي امتد من مكافحة تهديدات داعش إلى مكافحة تهديدات إيران وحلفائها على الجانبين العراقي والسوري، إلاّ إن إيران ليست بوارد التفكير الجدي بضرورة إنهاء مهمة الولايات المتحدة بهذه الصورة أو هذه الظروف”.

وبيّن، أن “العراق يمثل الشريان الرئيسي لإيران، ولا تريد إيران أن يكون هناك خروج عدائي للولايات المتحدة من العراق، يترتب عليه عقوبات اقتصادية ستتضرر منه قبل العراق، خصوصاً مع استمرار العقوبات الأميركية عليها”.

وتابع، أن “وجود الولايات المتحدة في العراق، يمثل مبرراً لقبول الشعار الإيراني القائل بأن وجودها في العراق والمنطقة هو لمواجهة الاستكبار العالمي، وبخروج عدو مثل الولايات المتحدة، سيعيد تشكيل العلاقة بين إيران والعديد من حلفائها في المنطقة”.

وأكمل، أن “إيران تحاول على أقل تقدير أن توفر مخرجاً آمناً للولايات المتحدة، نظراً لأنها حتى اللحظة لم تتواصل لقناعة راسخة حول طبيعة رد الفعل الأميركي على هذه الخطوة”.

وزاد، كما أن “إيران تحاول إبقاء العراق ضمن إطار (اللعبة المزدوجة) مع الولايات المتحدة، لتمرير الرسائل وممر خلفي للمفاوضات، فوجود العراق ضمن هذا الإطار مكّن إيران من تحقيق مكاسب مهمة على صعيد العلاقات الأميركية الإيرانية”.

وخلص إلى القول إن “الإيرانيين لو أرادوا التخلص فعلاً من الوجود الأميركي، لكانوا قد اتخذوا إجراءات جذرية، فلا يوجد ما يمنعهم من فعل ذلك، فلقد كان لديهم الإمكانية بفضل وجود 80 جماعة مسلحة تضم ما لا يقل عن 220 ألف مقاتل لتحويل العراق إلى جحيم للولايات المتحدة بعد اغتيال سليماني في 2020، مهندس النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لكنهم لم يفعلوا ذلك، لأنهم يعطون أهمية كبيرة للوجود الأميركي في العراق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار