طبيعة عقد الغاز الجاف المورد للعراق من ايران المستخدم لانتاج الطاقة الكهربائية

د. فرات الموسوي |..

سأتناول على عجالة بند من بنود العقد المبرم بين العراق وايران لاستيراد الغاز ، سنعرف من خلاله سبب انحسار الغاز المورد بين فترة واخرى وفي اوقات الذروة صيفا وشتاءا مما سبب انقطاعات كثيرة في منظومة الطاقة الكهربائية في العراق دون معرفة احد الاسباب المهمة الفنية التي تكمن وراء تلك المشكلة التي اقلقت حياة المجتمع العراقي وتسببت في كثير من الخسائر الاقتصادية للمواطن وايضا للحكومة العراقية والتي تعوض النقص الحاصل من الغاز المورد بالنفط الخام ومشتقاته وبكميات كبيرة يوميا ولفترات زمنية طويلة.

طبيعة العقد المبرم ينص على توريد الغاز الجاف للعراق بشكل سنوي وليس يوميمما يعني على العراق ان يقوم بخزن الغاز المورد واستعمال كمياته بحسب احتياج منظومة الطاقة الكهربائية والتي تختلف بحسب فصول السنة ودرجة الحرارة.

عادة يتم استخدام تخزين الغاز بشكل أساسي لتلبية تغيرات الأحمال في منظومة الطاقة الكهربائية ،وهذا يتم في معظم عقود الغاز في العالم ، حيث يتم حقن الغاز في المخازن خلال فترات انخفاض الطلب وسحبه من التخزين خلال فترات ذروة الطلب.

أيضا تتبع جميع دول العالم المستوردة للغاز طريقة تخزين الغاز لاسباب عدة منها على سبيل المثال لا للحصر:

1-تقليل تقلبات الأسعار، حيث يضمن تخزين الغاز سيولة السلع في مراكز السوق، مما يساعد على احتواء تقلبات أسعار الغاز الطبيعي وعدم اليقين.

2-موازنة التغيرات في الطلب على الغاز الطبيعيي، حيث تكتسب مرافق تخزين الغاز أهمية أكبر بسبب التغيرات في الطلب على الغاز الطبيعي. فالإمدادات التقليدية التي كانت تلبي في يوم من الأيام ذروة الطلب في فصل معين غير قادرة الآن على مواكبة الطلب. أيضا هناك طلب متزايد في الصيف على الغاز الطبيعي، بسبب توليد الكهرباء عبر محطات الطاقة التي تعمل بالغاز.

كما هو الحال لدينا في العراق.

مع الاسف الشديد العراق لا يعمل بتقنية تخزين الغاز كمعظم دول العالم لهذا فان منظومة الطاقة الكهربائية دائما تعاني بين فترة واخرى من انقطاع وحتى اطفاء لمنظومة الطاقة بسبب عدم توفر وانحسار للغاز الجاف المورد والذي يشكل بحدود ثلث ما تحتاجه منظومة الطاقة لانتاج الكهرباء.

العراق يعتمد على الغاز المورد اليومي من ايران، وهذا تقنيا وفنيا اجراء غير صحيح بسبب تعذر توريد الغاز بالكميات المناسبة التي تحتاجها منظومة الطاقة والتي تختلف حسب الاحمال وحسب معدل درجات الحرارة السنوية والتي تصل الى ذروتها خلال شهر تموز وآب.

أيضا ايران تقوم بقطع الغاز المورد لان لديها احتياجات للغاز المورد في اوقات الذروة لديها وهو ضمن عقد متفق عليه وبشكل واضح.

هذا الامر التقني أحد الاسباب الرئيسية لكثرة الانقطاعات المستمرة لمنظومة الطاقة الكهربائية في العراق.

* ربما يتساءل البعض عن الاسباب في عدم استخدام العراق لتقنية تخزين الغاز المورد رغم اهمية هذا الموضوع في التقليل من الآثار الاقتصادية السلبية على العراق.*

وسأبين ادناه باختصار اهم الطرق الفنية الرئيسية في خزن الغاز الطبيعي، حيث تنقسم هذه الطرق الى:

1-خزن الغاز في آبار الحقول النفطية الناضبة المستنفدة .

تعد هذه الطريقة الأبرز والأكثر شيوعًا لتخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض، من مكامن حقول الغاز الطبيعي التي أنتجت كل أو جزء من غازها القابل للاسترداد اقتصاديًا.

يكلف الخزان المستنفد ما بين 5 ملايين دولار إلى 6 ملايين دولار لكل مليار قدم مكعب (1000 مقمق) من سعة الغاز العامل

2-خزن الغاز في مكامن تكوينات المياه الجوفية.
هي تكوينات صخرية تحت الأرض، مسامية ونفاذة تعمل كخزانات مياه طبيعية. في بعض الحالات يمكن استخدامها لتخزين الغاز الطبيعي.

3- خزن الغاز في تكوينات ملحية تحت الارض.

تكوينات الملح الجوفية مناسبة تمامًا لتخزين الغاز الطبيعي. جدران كهف الملح قوية وغير منفذة للغاز على مدى عمر منشأة التخزين.
تكلف منشأة تجويف الملح في أي مكان من 10 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار لكل مليار قدم مكعب (1000مقمق ) من سعة الغاز العامل.

4-خزن الغاز فوق الأرض في حامل غاز(أو مقياس غاز) ، إلى حد كبير لتحقيق التوازن، وليس التخزين طويل الأجل.

* يتضح من الطرق اعلاه التكاليف العالية لخزن الغاز المورد، وايضا عدم طرح موضوع خزن الغاز المورد من الجهات الحكومية المعنية بالموضوع كوزارة النفط كونها تقنية جديدة غير مستخدمة سابقا وايضا بسبب عدم وجود كادر متخصص بتقنيات خزن الغاز الطبيعي.*

د.فرات الموسوي
خبير طاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار