كرم نعمة لـ”جريدة”: استلاب الشارة الزرقاء لن يوقفنا عن صناعة الأفكار

خاص |..

قال الكاتب العراقي كرم نعمة إن مساومة أغنى رجل في العالم بعد استحواذه على شركة تويتر، لن توقفنا عن صناعة الأفكار والاحتفاء بجوهر اللغة، واصفاً إياها ببنك أحلام الكاتب.

وأكد نعمة في تصريح لـ”جريدة“، انه بعد أن تم الغاء الشارة الزرقاء من حسابه على تويتر إثر رفضه دفع اشتراك شهري للإبقاء عليها، بأن تويتر سبق وأن منحنا الشارة الزرقاء احتفاء بصناعة الأفكار وإيلون ماسك استحوذ عليها لأننا رفضنا زيادة أمواله كأغنى رجل في العالم.

ويعد كرم نعمة من بين عدد كبير من الكتاب والفنانين والسياسيين الذي رفضوا الاشتراك الشهري مقابل الاحتفاظ بالشارة الزرقاء التي منحت لهم منذ سنوات لتمييز حساباتهم على تويتر.

ويأتي ذلك بعد أن قرر ماسك أن يكون تأريخ العشرين من شهر نيسان أخر موعد لفرض الاشتراك الشهري على المستخدمين أو يتم حذف الشارة الزرقاء من حساباتهم.

وكان كرم نعمة الذي خصص فصلاً لمواقع التواصل الاجتماعي في كتابه الأخير “السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي”، أشار فيه إلى أن استحواذ ماسك على تويتر يمثل المشكلة والحل في وقت واحد، الأمر الذي يثير الالتباس.

واقتبس جملة الفيلسوف البريطاني الشهير أشعيا برلين “الحرية للذئاب تعني موت الأغنام” في إشارة إلى ما يجسده الزواج التجاري لعصر الأثرياء، فإيلون ماسك يجسد بامتياز المشكلة، لكنه بالاستحواذ على تويتر مثّل الحل بوصفه بائعاً متجولاً ذا كفاءة عالية في تمرير الادعاءات المشبوهة.

وكتب كرم نعمة الذي تقلد إدارة تحريري صحفتي الزمان الدولية والعرب اللندنية، ويقيم في لندن منذ ثلاثة عقود، أن ماسك يتصرف بتهوّر، معتبراً أنّ تركيبته التي تجمع بين التحكم المحدود بالانفعالات والثراء الفاحش ليست مناسبة لتويتر، فيما يصفه أكثر من محلل تكنولوجي بالاستبدادي، ونظرته التحررية فيها شيء من سياسات اليمين المتطرف.

وسبق أن كتب كرم نعمة في مقاله الأسبوعي في صحيفة العرب اللندنية “يعتقد ماسك أن امتلاك أكثر من 250 مليار دولار، يمنحه الحق في الإفصاح عن رغبته في حل مشاكل الأرض والفضاء، وفق ما يريد. بعدها لا يمكن الاستغراب من قيام مشعلو الحرائق بتمثيل دور رجال الإطفاء، والحرية التي يريدها ماسك لتويتر، غالبا ما تعني حرية الذئاب موت الأغنام بالنتيجة”.

وتساءل كرم نعمة الذي صدرت له خمس كتب تهتم بالشأن الصحافي، في مقال آخر “ماذا يحدث عندما يمتلك من يتسبب بالمشكلة، الحق في تقرير ماهيتها وكيفية إصلاحها؟”.

وعرض نصائح في الإقلاع عن ماسك، بقوله استيلاء هذا الثري على المنصة يمكن أن يعلمنا دروساً قيّمة بشأن علاقتنا بالشبكات الاجتماعية. وكتب “على الأقل للخروج من الفوضى التي تنتظر حساباتنا على تويتر. فيمكن لماسك المتهور والمغرور بثروته الهائلة التي بإمكانها تغيير ما يحدث في العالم الافتراضي والواقعي حتى تصل طموحاته إلى الفضاء، أن (يطردنا) كمستخدمين مثلما ارتكب مجزرة وظائف في الشركة نفسها بعد الاستحواذ عليها.

وأشار نعمة الذي يقيم في لندن منذ ثلاثة عقود بعد مغادرته العراق من دون العودة، إلى تعريف رولا خلف رئيسة تحرير صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية لطريقة تفكير ماسك، فهو صاحب رؤية وفوضوي، محرض على المشاكل، متحدياً جيوش المتشككين. يستخف بالاتفاقيات، ويستمتع بالانفعالات الكبيرة، ويتشاجر مع الجميع.

وتساءل في مقال آخر عن “انقلاب عسكري في تويتر” عما إذا ستكون هناك حزمة من الأسئلة، لا أملك الإجابة عليها، مثل هل سيعود ترامب إلى تويتر، هل سيمزق ماسك معايير التغريد الحالية؟

وأقتبس كرم نعمة كلام مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس الذي توقع أن يصبح تويتر أسوأ في عهدة ماسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار