هبة الفدعم لـ”منصة جريدة”: تصريحات سافايا أكبر من حجم الأفعال المتوقعة

خاص|
أكدت متخصصة شؤون الشرق الأوسط هبة الفدعم أن تصريحات المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى العراق، مارك سافايا، حول ضرورة إنهاء وجود الفصائل المسلحة ومنع مشاركتها السياسية، تعبّر عن توجّه واضح في الخطاب الأميركي لكنها لا تعكس بالضرورة آليات تنفيذية حادة أو مباشرة على الأرض.
وقالت الفدعم لـ”منصة جريدة” إن الملف معقّد ولا يمكن التعامل معه عبر القوة أو الإجراءات الصدامية، مشيرة إلى أن واشنطن لن تتجه لإقصاء الفصائل المسلحة بشكل مباشر، بل ستعتمد نهجاً تدريجياً هادئاً (Soft Containment) للحد من نفوذها السياسي من دون الدخول في مواجهة مفتوحة قد تزعزع استقرار العراق.
وأوضحت أن تصريحات سافايا تبدو أكبر من حجم الأفعال المتوقعة على الأرض، إذ ستكون الخطوات الأميركية أكثر هدوءاً ونعومة مما يترقبه الشارع.
وأضافت أن المشهد السياسي بعد الانتخابات مختلف تماماً، فـ الفوز الواسع للفصائل وواجهاتها السياسية يجعل خيار الإقصاء الكامل شبه مستحيل، ما يعني أن أي محاولة لخفض نفوذها ستستغرق وقتاً طويلاً ومساراً تفاوضياً معقداً، قد يُدخل البلاد في مرحلة انسداد سياسي خلال تشكيل الحكومة الجديدة.
وأشارت الفدعم إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لو كانتا تسعيان فعلاً لإنهاء نفوذ الفصائل أو إيران في العراق، لاتبعتا الأسلوب نفسه المستخدم في لبنان ضد حزب الله، لكن المقاربة الحالية في العراق تشبه النموذج اليمني في التعامل مع جماعة أنصار الله، عبر إبعادها عن المراكز الحساسة في الحكومة دون استبعادها كلياً.
وختمت بأن الهدف ليس إنهاء وجود الفصائل بالقوة، بل تذويبها تدريجياً داخل بيئة سياسية جديدة عبر آليات ناعمة تقلّص نفوذها ببطء ومن دون التسبب باضطراب داخلي قد تكون له ارتدادات خارجية واسعة.



