غاز السليمانية في عين العاصفة.. من يشعل فتيل الحرب الاقتصادية؟

خاص|
أكد الخبير الأمني عبد الغني الغضبان أن الهجوم الذي استهدف حقول الغاز في السليمانية يأتي ضمن سياق معقد تتداخل فيه عوامل سياسية وأمنية واقتصادية، مشيراً إلى أن تفكيك هذه الأجندات “ليس سهلاً” بسبب تعدد الأطراف المستفيدة من تعطيل قطاع الغاز في إقليم كردستان والعراق.
وأوضح الغضبان لـ”منصة جريدة” أن أول المعطيات تشير إلى وجود طرف قوي لا يرغب بتطور حركة الغاز في الإقليم لما قد يسببه ذلك من خسائر اقتصادية له، ملمحاً إلى أن إيران قد تلجأ لتحريك بعض أذرعها لضرب هذه المنشآت الحيوية، لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للغارات أو الهجمات.
وأضاف أن الخلافات الداخلية بين القوى الكردية نفسها حول منصب رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة الإقليم تمثل سبباً آخر قد يدفع بعض الأحزاب أو الجماعات الإسلامية الكردية إلى محاولة التأثير على المشهد الأمني والسياسي.
كما أشار إلى وجود فصيل مسلح قريب من حدود الإقليم فقد نفوذه البرلماني مؤخراً ويتعرض لتضييق من حكومة الإقليم، ما قد يدفعه – منفرداً أو بالتنسيق مع فصائل أخرى – إلى استهداف منشأة بهذا الحجم لأهداف سياسية أو انتقامية.
وبيّن الغضبان أن الهدف من هذه الهجمات يتمثل في تعطيل إنتاج الغاز والكهرباء داخل الإقليم والمحافظات المجاورة، وخلق حالة من عدم استقرار سوق المشتقات النفطية، إضافة إلى إرباك عمل الكوادر الفنية وتشديد الضغط على إدارة الحقل.
وأشار إلى أن الحكومة العراقية شكّلت لجنة مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم للتحقيق في الحادثة، لكنه انتقد الاعتماد المتكرر على هذا الأسلوب، معتبراً أنه غالباً ما ينتهي إلى تسويف الملفات دون نتائج حاسمة.



