ازدواجية الإعلام.. بغداد تحت الرقابة وكردستان خارج السيطرة

خاص
أكد الباحث في الشأن السياسي حيدر سلمان أن هيئة الإعلام والاتصالات في العراق تمارس “ازدواجية واضحة” في أدائها الرقابي، مبيناً أن قراراتها لا تُطبق بالصرامة نفسها على القنوات التي تبث من إقليم كردستان مقارنةً مع تلك التي تعمل في بغداد وبقية المحافظات.
وقال سلمان لـ”منصة جريدة” إن “إقليم كردستان يتمتع بخصوصية دستورية وسياسية تجعله في كثير من الأحيان خارج نطاق السيطرة المباشرة للحكومة الاتحادية، حيث ترفض سلطات الإقليم أي تدخل اتحادي في شؤون الإعلام وتتعامل معه باعتباره ملفاً سيادياً داخلياً”.
وأضاف أن “التوازنات السياسية والحزبية تمثل عاملاً مؤثراً في هذا الملف، فالكثير من القنوات التي تبث من الإقليم مرتبطة بأحزاب نافذة، ما يضع قيوداً على أي محاولة من بغداد لإيقافها أو محاسبتها، إذ قد يُفسر ذلك كخطوة سياسية أو صراع مع الإقليم”.
وتابع أن “الجانب القانوني والإجرائي يُستخدم كذلك كمبرر، حيث تعتبر الهيئة أن القنوات المرخصة في الإقليم تخضع لمؤسسات الإقليم الإعلامية وليس لسلطتها المباشرة، وهو ما يخلق ثغرة تنظيمية يستغلها بعض أصحاب القنوات لبث محتوى لا يمكن تمريره من بغداد”.
وأشار سلمان إلى أن “الضغوط الداخلية والخارجية تجعل موقف الهيئة أكثر حدة في بغداد، حيث تخضع لرقابة البرلمان والأحزاب والرأي العام، بينما في الإقليم تواجه ضغوطاً معاكسة تدفع باتجاه عدم التدخل”، لافتاً إلى أن ذلك “يؤدي عملياً إلى مفهوم ازدواجية المعايير، حيث يخضع المشاهد في الوسط والجنوب لرقابة وضبط صارم، بينما يبقى المشاهد في كردستان أمام محتوى أكثر حرية، وأحياناً فوضوية”.