الشرق الأوسط بين الحرب والتوازن

اقلامهم /

بقلم د. هيثم الهيتي

الشرق الأوسط مقبل على مرحلة صراع لا يحتمل حلولًا وسطية. فالمنطقة ليست مجرد ساحة جغرافية، بل هي خزان الطاقة العالمي وشريان الإمداد الحيوي للاقتصاد الدولي. ومع تصاعد التنافس بين الصين المتحالفة مع روسيا في مواجهة الولايات المتحدة، باتت المنطقة مركزًا لمعادلة دولية كبرى يصعب فيها تقاسم النفوذ.

مشروع التطبيع الذي كان يُقدَّم كخيار استراتيجي انهار، والاعتراف بفلسطين فجّر معادلة جديدة: إمّا دولة فلسطينية أو دولة إسرائيلية، فيما أصبح “حل الدولتين” خارج التداول. النقاشات الإعلامية الأخيرة – كما في قناة العربية – تعكس هذا الانقسام الحاد، حيث تنقسم الأصوات بين داعية للحرب مع إسرائيل وأخرى للسلام معها.

المملكة العربية السعودية اتجهت نحو تحالفات جديدة مع باكستان، بينما تلقت قطر ضربة أفقدت مسار التطبيع الثقة. وهكذا أصبح العالم منقسمًا بوضوح، أما العراق فهو في قلب العاصفة: انقسام سياسي داخلي بين دعاة السلام وأنصار المواجهة، ما يجعله أكثر عرضة للتحول إلى وقود لصراع لا يتحكم في مساره.

النتيجة النهائية لن تكون لصالح العراق أو الفلسطينيين وحدهم، بل للقوى العظمى التي تدير المشهد من بعيد. نحن أمام مفترق طرق دولي: إمّا نشوء توازن جديد يعيد توزيع القوى، أو هيمنة قطب واحد يفرض قواعده على الجميع.

المعضلة الكبرى للعراق تكمن في ضياع البوصلة: هل خلاصه بالانضمام إلى الحلفاء، أم بالارتماء في المحور المقابل، أم بالاستمرار في حالة الانقسام بين الاثنين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار