حيدر سلمان: استفتاء كردستان ولّد عزلة وخسائر لا مكاسب

خاص
أكد الباحث السياسي حيدر سلمان أن مرور عام على استفتاء إقليم كردستان كشف حجم التداعيات العكسية التي لحقت بالمشروع، مشيراً إلى أن التحشيد الذي قاده مسعود بارزاني آنذاك على أسس قومية لم يحقق أهدافه، بل انتهى بخسارة كركوك وتراجع موقع الإقليم داخلياً وخارجياً.
وقال سلمان في تصريح خاص لـ”منصة جريدة” إن “الغالبية العظمى من الأكراد باتوا اليوم على قناعة بأن مصيرهم مشترك مع العراق، بعدما أدت نتائج الاستفتاء إلى عزلتهم وإضعاف موقفهم السياسي والاقتصادي، لولا أبواب بغداد التي فُتحت أمامهم”.
وأضاف أن “تجربة الاستفتاء كرست انقساماً داخلياً، حتى أن السليمانية في مرحلة ما كانت تفكر بالانسلاخ عن الفدرالية الكردية، فضلاً عن الأزمات المالية المتكررة التي تعصف بالإقليم، وانعزاله الجغرافي، واستمرار ملف الرواتب الذي أثقل كاهل الموظفين”.
وبيّن سلمان أن “أي محاولة للحديث عن دولة كردية مستقلة تصطدم بواقع جغرافي وسياسي معقد، يتمثل بوجود تركيا وإيران اللتين ترفضان هذا الكيان بشكل قاطع، فضلاً عن هشاشة البنية الاقتصادية الكردية التي تعاني من تهريب مستمر وغياب عوائد واضحة”.
وختم بالقول إن “الاستفتاء لم يحقق مكاسب حقيقية سوى على جمهور حزبي محدود، فيما بقيت تبعاته تشكل عبئاً على القادة الأكراد حتى اليوم”.