كيف يمكن أن تركع إسرائيل من دون أن نطلق عليها رصاصة واحدة؟!

بقلم/ علي أغوان 

نتنياهو قصف لبنان وسوريا وقطر واليمن وغزة، وضرب سفينة إغاثة قبالة السواحل التونسية تريد كسر حصار غزة. كل ذلك حدث خلال 24 ساعة لأننا مقسّمون ونتآمر على بعضنا.
نتنياهو قتل أكثر من 65 ألف فلسطيني خلال 700 يوم وهو مستمر في ذلك، ويريد إنهاء القضية الفلسطينية. ليس هذا فحسب، نتنياهو يخرج يومياً في وسائل الإعلام ويقول: سنقسم المنطقة ونشكّل الشرق الأوسط من جديد وسنضرب الجميع إذا استلزم أمننا ذلك!

أي قمة عربية وإسلامية تُعقد الآن لن تكون ذات قيمة إن لم تكن مخرجاتها كالآتي على الأقل:
1- قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
لدينا دول مثل مصر وتركيا والمغرب والإمارات والأردن وعُمان لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
2- إيقاف التبادل التجاري والاقتصادي مع إسرائيل.
لدينا مجموعة كبيرة من الدول العربية والإسلامية لديها شراكات استراتيجية كبيرة في مجالات الطاقة والنقل والزراعة مع إسرائيل.
3- إلغاء اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
لدينا اتفاقيتا سلام مصرية وأردنية مع إسرائيل.
4- منع مرور أي سفينة أو باخرة أو طائرة أو بضائع إسرائيلية من كل الأراضي والممرات المائية للدول العربية والإسلامية.
لدينا باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس وعشرات الموانئ العربية والإسلامية والأجواء والطرق الدولية لهذه الدول، كلها يمكن أن تمنع مرور أي شيء يخص إسرائيل عبر حصار خانق.
5- إيقاف كل اتفاقيات التطبيع التي أسست لها الاتفاقيات الإبراهيمية قبل أعوام.
لدينا مجموعة كبيرة من الدول ستدخل في مسار تطبيع علاقاتها مع هذا الكيان برعاية أمريكية، يجب تجميد هذا المسار فوراً.
6- تجميد كل الأصول المالية الإسرائيلية في الدول العربية والإسلامية وفرض عقوبات على هذه المصارف والبنوك.
لدى إسرائيل شراكات مالية كبيرة في الدول العربية والإسلامية، تُجمّد فوراً.
7- تفعيل حملات قانونية ودولية لملاحقة نتنياهو وحكومته عبر المحاكم الدولية.
لدينا قدرة كبيرة على تحريك دعاوى في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية والمحاكم الأخرى.
8- شن حملات إعلامية ودعائية مكثفة بلغات أجنبية عبر منصات عربية وإسلامية ناطقة بلغات عالمية لتعريف العالم أجمع بإجرام هذا الكيان.
لدينا قنوات فضائية كبيرة مثل الجزيرة وTRT وغيرها باللغـة الإنجليزية.
9- إقامة حملة دبلوماسية عالمية لنصرة فلسطين وإصدار قرار إدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة (وليس من مجلس الأمن). هذا ممكن وهناك سوابق لإدانة إسرائيل عبر الجمعية العامة.

واللهِ لم أطلب المستحيل، ولا أتحدث بأماني، ولا أنظر عليكم، بل تحدثت بما يمكن أن نفعله فقط إن توفرت إرادة ضمن الحدود الدنيا لها!
لاحظوا أني لم أتحدث عن أي فعل عسكري مباشر تجاه إسرائيل لكي لا أصعّب الأمر كثيراً على الدول العربية والإسلامية، ولكي لا أرفع سقف الطموح.
لاحظوا كذلك أن أي خسائر ستتعرض لها الدول جراء قطع علاقاتها مع إسرائيل ستتحول إلى شركات عربية عربية إسلامية تقودها أموال الخليج والدول الإسلامية الأخرى بدلاً من أموال إسرائيل، والخليج إن أراد ذلك فهو يستطيع.
لاحظوا أني وضعت خطوات عملية دقيقة لا تستفز الولايات المتحدة ولا حتى حلفاء إسرائيل الغربيين كثيراً، لأنها ليست إعلان حرب أو إعلان تحالف عسكري لإزالة إسرائيل من الخارطة.
وكذلك لن تستطيع هذه الدول التي تريد دعم إسرائيل الوقوف أمام موجة عربية إسلامية كبيرة تشكلها أكثر من 40 دولة على الأقل. علينا أن نفهم أن العلاقات الدولية هي علاقات مصالح وقوة حقيقية.

هذه الإجراءات من شأنها أن تجعل نتنياهو يسقط من الداخل ويسقط من الخارج، وتأتي إسرائيل صاغرة لكي تريد حل أزماتها معنا، ونحن من نفرض الشروط حينها.
هذا الإعلان هو إعلان كرامة للعرب والمسلمين، إعلان يقف ضد الطغيان. إن لم تخرج القمة الحالية بهذا البيان، فعلى الأمة السلام وستنفرد بهم إسرائيل واحداً تلو الآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار