خبير استراتيجي: الانسحاب الأمريكي يضع العراق أمام “اختبار أمني وسياسي” خطير

خاص|
حذّر الخبير في الاستراتيجية والأمن الوطني، فراس إلياس، من تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق بالطريقة التي يجري الحديث عنها، معتبراً أنها ستضع البلاد أمام استحقاقات أمنية كبيرة خلال المرحلة المقبلة.
وقال إلياس في تصريح لـ“منصة جريدة” إن “الانسحاب سيؤدي إلى إرباك أمني في العراق، خصوصاً في الأشهر الستة الأولى بعده، سواء عبر تهديدات من خارج الحدود أو تحديات أمنية داخلية”، مشيراً إلى أن “المرحلة ستتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقبلة وما يرافقها من أزمات سياسية وصعوبات في تشكيل الحكومة وتقاسم الحصص الوزارية”.
وأوضح أن “الانسحاب الأمريكي يهدف لتحقيق نقطتين أساسيتين الأولى، اختبار قدرة العراق على المضي منفرداً في مواجهة تهديدات تنظيم داعش وضبط حدوده مع سوريا والتنسيق مع إقليم كردستان، والثانية، دفع الحكومة العراقية إلى المضي في مشروع حصر السلاح بيد الدولة، لا سيما أن بعض الفصائل المسلحة ربطت تسليم سلاحها بخروج القوات الأمريكية”.
وأضاف إلياس أن “العلاقة الأمنية بين بغداد وواشنطن ستتحدد بناءً على قدرة العراق في التعامل مع هذه التحديات”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة قد تقلص وجودها لكنها لن تبتعد كثيراً عن العراق، نظراً لارتباط الوضع الأمني فيه بملفات إقليمية معقدة تشمل العلاقة مع إيران، ودور إسرائيل، والأوضاع غير المستقرة في سوريا، فضلاً عن التوتر التركي – الإسرائيلي”.
وختم الخبير الاستراتيجي تصريحه بالقول: “بغداد ستبقى مهمة لواشنطن حتى تتضح ملامح المشهد الأمني في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن الحديث عن انسحاب أمريكي كامل ما زال بعيداً عن الواقع”.