منتظر ناصر لـ”جريدة”: تمرير قانون الحشد بمثابة إعلان مواجهة مع واشنطن

خاص|
في ظل معارضة دولية قوية، خصوصاً من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، يثير الإصرار على تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي جدلاً واسعاً ورسائل سياسية حساسة.
ويرى الصحفي منتظر ناصر خلال حديث لـ”منصة جريدة” أن تمرير القانون قد يُفسَّر كاصطفاف عراقي إلى جانب إيران في صراعها مع واشنطن وحلفائها في المنطقة، خصوصاً مع تزامن هذه المساعي مع تصريحات حادة للأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، وزيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لارجاني إلى بغداد، والتي – بحسب تسريبات إعلامية – جاءت لحث القوى الشيعية على دعم القانون وللتوسط في الخلافات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبعض الفصائل المسلحة.
وأكد ناصر أن تمرير مثل هذا القانون يمثل إعلان مواجهة مع الولايات المتحدة، وهو أمر خطير قد يعرّض المصالح العراقية الاقتصادية والأمنية للخطر، لاسيما مع امتلاك واشنطن أدوات ضغط سياسية ومالية وعسكرية واضحة، من بينها التلويح بالعقوبات أو تقليص الشراكة الأمنية.
وأضاف أن العراق يعتمد بشكل أساسي على الغطاء الجوي الذي وفرته الولايات المتحدة والتحالف الدولي في حسم معاركه ضد الإرهاب، محذراً من أن خسارة هذا الدعم قد تعرض الأمن والاستقرار الوطنيين لمخاطر جسيمة.
وانتقد ناصر ما وصفه بـ”الشعبويات”، في إشارة إلى ارتداء بعض النواب الزي العسكري والتعامل مع الملف بمنطق المواجهة العلنية مع واشنطن، داعياً المشرّع العراقي والحكومة إلى التفكير ملياً قبل الإقدام على مثل هذه الخطوات، وإلى اعتماد القنوات الدبلوماسية عبر لجان العلاقات الخارجية والوفود الرسمية لإرسال رسائل طمأنة وتوضيح أن القانون لا يستهدف المصالح الأمريكية.
وختم ناصر بالقول إن “الإصرار على تمرير القانون يثير الاستغراب، في وقت ما زالت العديد من القوانين الجوهرية عالقة منذ دورات برلمانية سابقة، وهو ما يثير تساؤلات عن دوافع تسريع إقرار هذا التشريع بالذات”.