الياسري يقدم قراءة شاملة: الثنائيات الأمنية تمزق جسد الدولة وتفتح أبواب الاختراق

خاص|

حذّر الباحث السياسي أحمد الياسري من خطورة ما وصفه بـ”نموذج الثنائيات الأمنية” في بعض بلدان الشرق الأوسط، معتبرًا أن هذا النموذج يجعل الدول أكثر عرضة للاختراق والصدمات الأمنية، مشيرًا إلى أن العراق يُعد أبرز مثال على هذا النمط بعد عام 2003.

وقال الياسري في قراءة تحليلية شاملة خص بها “منصة جريدة” إن “تجربة دول الشرق الأوسط أظهرت أن البلدان التي تحتوي على ثنائيات أمنية – مثل فلسطين (فتح وحماس)، لبنان (حزب الله والدولة)، اليمن (الحوثي والدولة)، وحتى إيران (الحرس الثوري والجيش) – كانت الأكثر هشاشة أمام الهجمات والاختراقات الإسرائيلية، التي تستغل هذه الانقسامات لتحقيق أهدافها”.

وأضاف أن “العراق بعد 2003 تحول إلى دولة فدرالية لا مركزية بتركيبة أمنية ثنائية، بعد تفكيك الجيش العراقي، إذ أُعطي الغطاء الشرعي لتعدد القوى المسلحة تحت ذريعة محاربة داعش، وهو ما أدى إلى نشوء منظومة أمنية موازية للدولة”.

وأشار الياسري إلى أن “البرلمان الضعيف حينها منح غطاءً سياسيًا لبعض الفصائل، جعلها محصنة من المحاسبة الدولية، ليتحوّل هذا الغطاء لاحقًا إلى أداة بيد القوى السياسية المناهضة للوجود الأمريكي، حيث استُغلّت الحرب ضد داعش كفرصة لتقوية هذه الفصائل”.

وأوضح أن “الفصائل التي تشكلت خارج الدولة بدأت لاحقًا تتصرف كجزء من النظام، لا كجهة تمثّل الشعب، وهو ما أدى إلى تصادمها مع المواطنين في العديد من الأحداث، وكسر القواعد القانونية التي شرّعتها الكتل السياسية ذاتها سابقًا”.

وأكد أن “المشهد الحالي يمثل صراعًا داخليًا ضمن الإطار التنسيقي ذاته، حيث أصبح هناك انقسام بين جناحه السياسي الذي تمثّله حكومة السوداني، وجناحه الفصائلي الذي تمثّله بعض الفصائل المسلحة مثل كتائب عصائب أهل الحق وغيرها”، مبينًا أن “هذا الصراع الداخلي قد يتحول إلى لحظة استغلال إقليمي أو دولي مشابهة لما حدث في اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.

وختم الياسري بالقول، “نحن في لحظة تحليلية حساسة، تتطلب خطابًا واقعيًا وعقلانيًا، بعيدًا عن الاستقطاب الحزبي والطائفي. المطلوب اليوم قراءة من داخل الطائفة ومن داخل السور، لفهم المسار السياسي والأمني الذي قد يرسم مصير البلاد بأكمله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار